للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواية حماد بن سلمة، عن هشام عنه: حدثني غير واحد: "أن النبي -عليه السلام- قال لها: دعي عمرتك" فدل أنه لم يسمع الحديث منها.

ص: حدثنا روح بن الفرج، قال: ثنا عمرو بن خالد، قال: ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، أن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- حدثه: "أنه سمع أسماء لما مرت بالحجون تقول: صلى الله على رسول الله -عليه السلام- لقد نزلنا معه هَا هنا ونحن خفاف الحقائب، قليل ظهورنا، قليلة أزوادنا، فاعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان وفلان، فلما مسحنا البيت أحللنا، ثم أهللنا من العشي بالحج".

فهذه أسماء تخبر أن من كان حينئذ ابتدأ بعمرة فقد أحرم بعمرة فصار بها متمتعًا.

ش: هذا الإِسناد عن عبد الله بن لهيعة وفيه مقال، ولكن الحديث صحيح أخرجه الشيخان، وأبو الأسود اسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني.

فقال البخاري (١): ثنا أحمد بن عيسى، نا ابن وهب، نا عمرو، عن أبي الأسود، أن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر حدثه: "أنه كان يسمع أسماء تقول كلما مرت بالحجون: صلى الله على محمد، لقد نزلنا من هَا هنا ونحن يومئذ خفاف، قليل ظهرنا .. " إلى آخره سواء.

وقال مسلم (٢): حدثني هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى، قالا: نا ابن وهب .. إلي آخره نحو رواية البخاري.

قوله: "بالحَجُون" على وزن فَعُول بفتح الفاء، وهو موضع بمكة عند المحصب وهو الجبل المشرف بحذاء المسجد الذي يلي شعب الجزارين إلي ما بين الحوضين اللذين في حائط عوف، وهو مقبرة أهل مكة، وذكر بعضهم الحجون مكان في البيت على ميل ونصف. وقال الجوهري الحجون بفتح الحاء جبل بمكة وهي مقبرة.


(١) "صحيح البخاري" (٢/ ٦٣٧ رقم ١٧٠٢).
(٢) "صحيح مسلم" (٢/ ٩٠٨ رقم ١٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>