للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو نقول: رَمل النبي -عليه السلام- في حجة الوداع دليل على أنه سُنة مبتدأة، فيجب علينا اتباعها وإن كنا لا نعقل معناه، ألا ترى إلى ما قال عمر -رضي الله عنه- حين رمل في الطواف: "ما لي أهز كتفي وليس ها هنا أحد يراني؛ لكن أتبع رسول الله -عليه السلام-، أو قال: امتثل ما فعل رسول الله -عليه السلام-".

ص: وقد حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، قال: ثنا ابن المبارك، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن أبي الطفيل قال: "رَمَل رسول الله -عليه السلام- من الحجر إلى الحجر".

فهذا الحديث مثل الذي قبله.

ش: هذا الحديث أيضًا يدل على أن رمله -عليه السلام- لم يكن من أجل المشركين حين قالوا ما قالوا؛ إذ لو كان كذلك لم يكن يرمل من الحجر إلى الحجر وهو معنى قوله: "فهذا الحديث مثل الذي قبله".

وأخرجه بإسناد لا بأس به، عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي، عن سعيد بن سليمان الضبي أبي عثمان الواسطي المعروف بسعدويه شيخ البخاري وأبي داود، عن عبد الله بن المبارك الإِمام الزاهد المشهور، عن عبيد الله بن أبي زياد القداح أبي الحصين المكي فيه مقال، فعن يحيى: ضعيف، وعنه: ليس به بأس، وعن النسائي كذلك، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الصحابي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١): ثنا عبيد الله بن محمد بن عباس الأصبهاني، ثنا سهل بن عثمان، نا عبد الله بن المبارك، ثنا عبيد الله بن أبي زياد القداح، عن أبي الطفيل: "أن النبي -عليه السلام- رَمَل من الحجر إلى الحجر".


(١) وأخرجه أحمد في "مسنده" (٥/ ٤٥٥ رقم ٢٣٨٥٣)، وأبو يعلى في "مسنده" (٢/ ١٩٦ رقم ٩٠١) كلاهما من طريق ابن المبارك به.
وقال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٢٣٩): "رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه عبيد الله بن أبي زياد القداح، وثقه أحمد والنسائي، وضعفه ابن معين وغيره".

<<  <  ج: ص:  >  >>