للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأحسن أن يقال: إنه فعل الرَمَل حين كان العدو لأجل العدو، وإظهارًا منهم للتجلد والقوة حين قالوا: "قد وهنتهم حمَّى يثرب"، ثم فعله حين عدمم على أنه سُنة مبتدأة، وإن كانت خفيت علينا حكمته، وإنما قلنا: إنه الأحسن؛ لأن ابن عباس قال في حديثه: "إنما سعى رسول الله -عليه السلام- بالبيت وبين الصفا والمروة؛ ليري المشركين قوته" رواه البخاري (١)، وفي رواية له (٢) عن ابن عباس: "ارملوا؛ ليري المشركين قوتهم والمشركين من قبل قعيقعان"، وفي رواية لمسلم (٣): "أروهم منكم ما يكرهون" فرمَلَ رسول الله -عليه السلام- ليري المشركين قوته وقوة أصحابه، فهذا كله يدل على أن رمله -عليه السلام- في عمرته كان لأجل العدو، ولكنه رمل أيضًا في حجة الوداع على أنه سُنة مبتدأة، والله أعلم.

الطريق الأول: عن محمد بن خزيمة وفهد بن سليمان، كلاهما عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي المدني، عن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- المشهور بالصادق، عن أبيه محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب المشهور بالباقر، عن جابر -رضي الله عنه-.

وأخرجه النسائي (٤): أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، أنا الليث، عن ابن الهاد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: "طاف رسول الله -عليه السلام- سبعًا، رمل منها ثلاثًا، ومشى أربعًا".

الثاني: عن ربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي، عن أسد بن موسى، عن حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله.


(١) "صحيح البخاري" (٢/ ٥٩٤ رقم ١٥٦٦).
(٢) "صحيح البخاري" (٤/ ١٥٥٣ رقم ٤٠٠٩).
(٣) هذا اللفظ ليس عند مسلم في "صحيحه"، إنما أخرجه أبو نعيم في "مستخرجه على صحيح
مسلم" (٣/ ٣٥٤ رقم ٢٩١٧).
(٤) "المجتبى" (٥/ ٢٣٥ رقم ٢٩٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>