للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى الحربي فيه قولًا غريبًا وقال: إنه تثنية الرَمَل وليس مصدرًا، وهو أن يهز منكبيه ولا يسرع، والسعي: أن تسرع في المشيء، وأراد بالرملين: الرَمَل والسعي قال: وجاز أن يقال للرمل والسعي: الرملان؛ لأنه لما خف اسم الرمل وثقل اسم السعي غُلِّبَ الأخف، فقيل: الرملان، كما قالوا: القَمَران والعُمَران.

قلت: وعل هذا القول النون مكسورة في الرملان؛ لأنه نون التثنية، فافهم، وفيه نظر؛ لأن السعي بين الصفا والمروة شعار قديم من عهد هاجر أم إسماعيل -عليهم السلام-، والرمل إنما شرع في عمرة القضاء لأجل المشركين، وليس مراد عمر -رضي الله عنه- بقوله: فيم الرملان إلَّا الطواف وحده، فليس للتثنية وجه.

قوله: "وقد أَطَّأَ الله الإِسلام" أي ثبته وأرساه، والهمزة فيه بدل واو "وَطَّأَ".

الطريق الثاني: عن محمد بن عمرو بن يونس التغلبي، عن يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن النهشلي أبي زكرياء الكوفي الجزار -بالجيم والزاي وفي آخره راء مهملة- قال العجلي: ثقة وكان فيه تشييع. وعن يحيى: ليس بشيء. روى له الجماعة سوى النسائي والبخاري في الأدب، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي الفقيه قاضي الكوفة، فيه لين، عن عطاء بن أبي رباح، عن يعلى بن أميَّة بن أبي عُبيدة المكي الصحابي.

وأخرجه البيهقي (١): من حديث عطاء نحوه.

وأخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٢): عن يحيى بن يمان، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة: "أن عمر بن الخطاب رَمَل ما بين الحجر إلى الحجر".

وأما أثر عبد الله بن مسعود، فأخرجه بإسناد صحيح، عن ابن خزيمة، عن حجاج بن منهال، عن فضيل بن عياض ... إلى آخره.


(١) "سنن البيهقي الكبرى" (٥/ ٨٢ رقم ٩٠٥٩).
(٢) "مصنف ابن أبي شيبة" (٣/ ٣٥٦ رقم ١٤٨٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>