يكون قد خصه بذلك، أو لما كان النبي -عليه السلام- أمره بسَوق هذه البدن من اليمن فكان كمن معه هدي، ولا يظن أن هذه البدن من السعاية والصدقة بوجه إذ لا تحل للنبي -عليه السلام- الصدقة ولا يهدي منها.
والأشبه أن عليًّا -رضي الله عنه- اشتراها باليمن كما اشترى النبي -عليه السلام- بقيتها، وجاء بها من المدينة على ما جاء في حديث جابر -رضي الله عنه- وجاء في الحديث أيضًا أنه اشترى هديه بقديد، وفي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: "فساق الهدي معه من ذي الحليفة" وكان النبي -عليه السلام- قد أعلمه أنه سيعطيه هدايا منها، وفي حديث جابر أنه قدم ببدن النبي -عليه السلام-، وقد يحتمل أنه كان له فيها هدي لم يحتج إلى ذكره في الحديث، فلم يمكنه أن يحل، ويدل على هذا سؤال النبي -عليه السلام- لأبي موسى هل ساق معه هديًا؟ ولم يسأل عليًّا -رضي الله عنه-، فدل على علمه بأنه كان ممن أهدى أو ممن حكمه كحكم من أهدى. والله أعلم.
قوله:"ثم أحلّ" أمرٌ من الإِحلال، وفي بعض الرواية:"حلّ" بدون الهمزة، من حَلَّ يُحِلُّ والأولى من أَحَلَّ يحل، يقال: حلَّ المحرم يحل حلالاً، وأحل يحل إحلالاً، إذا حل لَه ما حرم عليه من محظورات الحج، ورجل حل من الإِحرام أي حلال، والحلال ضد الحرام، ورجل حلال أي غير محرم ولا متلبس بأسباب الحج.
قوله:"ففلت رأسي" بتخفيف اللام مِنْ فَلَى يُفْلي، يقال: فَلَيْت رأسه من القمل وتفالى هو، والفلي أخذ القمل من الشعر، وذكره في الدستور من باب فعَل يفعِل بالفتح في الماضي والكسر في المستقبل كَضَرَبَ يَضْرِبُ، تقول: فَلَى يَفْلِي فَلْيًا، كرمى يَرْمِي رَمْيًا.
قوله:"فكنت أفتي الناس بذلك" أي بفسخ الحج في العمرة.
قوله:"رويد بعض فتياك" وفي بعض الرواية: "رويدك بعض فتياك" وكذا هو في رواية مسلم.