جبل المزدلفة على يسار الذاهب إلى منى وقيل: هو أعظم جبال مكة، عُرف برجل من هذيل كان اسمه ثبيرًا دفن فيه، وذكر ياقوت أن بمكة سبعة جبال كل منها يسمى ثبيرًا:
الأول: أعظمها وأكبرها بينها وبين عرفة وهو المراد من قولهم: أشرِق ثبير كيما نغير، قال الأصمعي: هو ثبير حراء. وقال البكري: ويقال له: ثبير الأبيرة.
الثاني: ثبير الزنج؛ لأن الزنج كانوا يلعبون عنده.
الثالث: ثبير الأعرج.
الرابع: ثبير الخضراء.
الخامس: ثبير النصع، وهو جبل المزدلفة على يسار الذاهب إلى منى.
السادس: ثبير عينا.
السابع: ثبير الأحدب، قال البكري: بالإِضافة، وحكى ابن الأنباري أنه على النعت، وقال الزمخشري: ثبيران جبلان يفترقان تصب بينهما أفاعيه وهي واد يصب من منى، يقال لأحدهما: ثبير عينا، وللآخر ثبير الأعرج.
قوله:"كيما نغير" أي ندفع ونفيض للنحر وغيره، وذلك من قولهم: أغار الفرس إغارة الثعلب، وذلك إذا دفع وأسرع في دفعه، وقال ابن الأثير: أي نذهب سريعًا، يقال: أغار يغير إذا أسرع في العدو، وقيل: أراد نغير على لحوم الأضاحي من الإِغارة النهب، وقيل: ندخل في الغَوْر وهو المنخفض من الأرض على لغة من قال: أغار إذا أتى الغور.
ثم هو بنصب الراء؛ لأن "أن" مقدرة بعد "كي"، ولا تظهر إلاَّ في الضرورة، قال:
فقالت أَكُل الناس أصبحت مانحا ... لسانك كيما أن تفر وتخدعا