للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواه البخاري (١) معلقًا وقال: قال أبو الزبير: عن عائشة وابن عباس: "أخَّر النبي -عليه السلام- الزيارة إلى الليل".

وقد قيل: إن هذا الحديث منقطع من جهة عائشة؛ لأن أبا الزبير لم يسمع من عائشة، وقال البخاري: في سماعه منها بُعْدٌ.

الثاني: عن فهد بن سليمان، عن أحمد بن حميد الطريثيثي الكوفي شيخ البخاري عن أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان الكوفي، عن محمد بن إسحاق بن يسار، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة ... إلى آخره.

وأخرجه أبو داود (٢) بأتم منه: ثنا علي بن بحر وعبد الله بن سعيد -المعنى- قالا: ثنا أبو خالد الأحمر، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: "أفاض رسول الله -عليه السلام- من آخر يومه حين صلى الظهر، ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق، يرمي الجمرة إذا زالت الشمس، كل جمرة بسبع حصيات، يكبِّر مع كل حصاة، ويقف عند الأولى والثانية فيطيل القيام ويتضرع، ويرمي الثالثة لا يقف عندها". انتهى.

قوله: "فلما كان رسول الله -عليه السلام- ... إلى آخره " بيان استحالة حضور أم سلمة إلى مكة يوم النحر، وهو ظاهر.

ثم اعلم أنه يعارض هذين الحديثين ما رواه جابر في حديثه الطويل الذي أخرجه مسلم (٣) وأبو داود (٤) وابن ماجه (٥): "ثم أفاض رسول الله -عليه السلام- إلى البيت فصلى بمكة الظهر ... الحديث".


(١) "صحيح البخاري" (٢/ ٦١٧) باب الزيارة يوم النحر.
(٢) "سنن أبي داود" (٢/ ٢٠١ رقم ١٩٧٣).
(٣) "صحيح مسلم" (٢/ ٨٨٦ رقم ١٢١٨).
(٤) "سنن أبن داود" (٢/ ١٨٢ رقم ١٩٠٥).
(٥) "سنن ابن ماجه" (٢/ ١٠٢٢ رقم ٣٠٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>