للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنزلت عليه سورة البقرة [يقول] (١) في هذا المكان لبيك اللهم لبيك".

قوله: "إلى جمع" أي إلى مزدلفة.

قوله: "أأعرابي" بهمزتين أولاً هما همزة الاستفهام، والثانية من الكلمة، ومعناه الإِنكار على عبد الله بن مسعود بأن هذا الذي فعله من فعل أهل الجهل، وذلك لأن الأعرابي هو الذي يكون في البادية ولا يدري من العلم شيئًا والجهل عليه غالب، فرد عليه عبد الله بن مسعود "أنسي الناس أم ضلوا؟ " فالهمزة فيه للاستفهام، وأراد أن الناس نسوا ما كان من تلبية النبي -عليه السلام- في هذا الموضع أم هم ضلوا؟ يعني أنهم علموا ذلك ولكنهم لم يعملوا به.

الثالث: عن فهد بن سليمان، عن أحمد بن حميد الطريثيثي الكوفي شيخ البخاري، عن عبد الله بن المبارك، عن الحارث بن أبي ذباب هو الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد -ويقال: المغيرة- بن أبي ذباب الدوسي المدني، قال أبو زرعة: ليس به بأس. روى له مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.

عن مجاهد بن جبر المكي، عن عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي روى له الجماعة.

وأخرجه البيهقي (٢): من حديث صفوان بن عيسى، ثنا الحارث بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن عبد الله بن سخبرة قال: "غدوت مع عبد الله بن مسعود من منى إلى عرفة، وكان رجلاً أدم له ضفيرتان، عليه مسحة أهل البادية، وكان يلبي، فاجتمع عليه الغوغاء، فقالوا: يا أعرابي إن هذا ليس بيوم تلبية إنما هو التكبير. فالتفت إليَّ فقال: جهل الناس أم نسوا؟! والذي بعث محمدًا بالحق، لقد خرجت معه من منى إلى عرفة، فما ترك التلبية حتى رمى الجمرة؛ إلاَّ أن يخلطها بتكبير أو بتهليل".


(١) ليست في "الأصل، ك"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(٢) "سنن البيهقي الكبرى" (٥/ ١٣٨ رقم ٩٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>