الحسين -رضي الله عنه- بالسقيا وهو محرم، فأصابه برسام فأومئ إلى رأسه، فحلق علي -رضي الله عنه- رأسه، ونحر عنه جزورًا فأطعم أهل الماء".
حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، أن مالكًا حدثه، عن يحيى ... فذكر بإسناده مثله، غير أنه لم يذكر عثمان، ولا أن الحسين كان محرمًا.
فاحتجوا بهذا الحديث لأن فيه أن عليًّا -رضي الله عنه- نحر الجزور دون الحرم.
ش: أراد بالقوم طائفة من أهل المقالة الأولى، فإنهم احتجوا في جواز نحر الهدي في غير الحرم بحديث أبي أسماء؛ لأنه يخبر أن عليًّا -رضي الله عنه- نحر الجزور في دون الحرم، وأخرجه من طريقين صحيحين:
الأول: عن علي بن شيبة، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن يعقوب بن خالد بن المسيب وثقه ابن حبان، عن أبي أسماء مولى عبد الله بن جعفر ذكره ابن حبان في الثقات من التابعين.
الثاني: عن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن مالك، عن يحيى ابن سعيد الأنصاري ... إلى آخره.
وأخرجه البيهقي في "سننه" (١): من حديث مالك، عن يحيى بن سعيد، عن يعقوب بن خالد المخزومي، عن أبي أسماء مولى عبد الله بن جعفر: "أنه أخبره أنه كان مع عبد الله بن جعفر فخرج معه من المدينة فمروا على حسين بن علي -رضي الله عنهما- وهو مريض بالسقيا، فأقام عليه عبد الله حتى إذا خاف الفوات خرج، وبعث إلى علي وأسماء بنت عميس وهما بالمدينة، فقدما عليه، ثم إن حسينًا أشار إلى رأسه، فأمر علي برأسه فَحُلِقَ، ثم نسك عنه بالسقيا فنحر عنه بعيرًا، قال يحيى: وكان حسين خرج مع عثمان -رضي الله عنهما- في سفره ذاك إلى مكة".