للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني الكوفي.

وأخرجه أبو داود (١): نا حميد بن زنجويه النسائي، ثنا سعيد بن أبي مريم، نا محمد بن جعفر بن أبي كثير ... إلى آخره نحوه سواء.

قوله: "وأنا أسمع" جملة اسمية وقعت حالاً.

قوله: "عن ليلة القدر" سميت ليلة القدر لما تكتب فيها الملائكة من الأقدار والأرزاق والآجال التي تكون في السنة؛ لقول تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (٢) ويقال: سميت بذلك لعظم قدرها وشرفها.

قوله: "ففي هذا" أي في هذا الحديث أنها -أي ليلة القدر- في كل رمضان.

قوله: "فقال قوم" وهم: الحسن البصري، وسعيد بن جبير، وأبو حنيفة: "هذا دليل" -أي هذا الحديث يدل على أن ليلة القدر قد تكون في العشر الأول من رمضان، وقد تكون في العشر الأوسط منه، كما تكون في العشر الأخير منه.

وقال أبو عمر بن عبد البر (٣): مذهب أربعة من الصحابة -رضي الله عنهم-: أنها في كل رمضان، وهم: ابن عمر، وأبو ذر، وأبو هريرة، وابن عباس.

وهو قول الحسن.

وذكر إسماعيل بن إسحاق، قال: أنا حجاج، قال: أنا حماد بن سلمة، قال: أنا ربيعة بن كلثوم قال: "سأل رجل الحسن -وأنا عنده- فقال: يا أبا سعيد: أرأيت ليلة القدر، أفي كل رمضان هي؟ قال: إي والذي لا إله إلا هو إنها لفي كل رمضان، إنها ليلة فيها يفرق كل أمر حكيم، فيها يقضي الله كل خلق وأجل ورزق وعمل إلى مثلها، وقد قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (٤)، وقال:


(١) "سنن أبي داود" (٢/ ٥٣ رقم ١٣٨٧).
(٢) سورة الدخان، آية: [٤١].
(٣) "التمهيد" (٢/ ٢٠٨).
(٤) سورة البقرة، آية: [١٨٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>