للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} (١)، وهذا يدل على أنه لا بد أن تكون في رمضان كله. والله أعلم.

قوله: "وقد يحتمل قوله: في كل رمضان ... " إلى آخره. أشار الطحاوي: بهذا الكلام إلى أن هذا الحديث لا يدل قطعًا على أن ليلة القدر تكون في رمضان كله؛ لأن هذا اللفظ يحتمل معنيين.

الأول: هو ما ذكره هؤلاء القوم.

والثاني: أن يكون معناه: أنها تكون في كل رمضان يكون إلى يوم القيامة.

ومثل هذا الاحتمال يدفع الدلالة القطعية على المدعى، على أن أصل هذا الحديث موقوف على عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما-، كذلك رواه الحفاظ الأثبات عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر موقوفًا.

وقال البيهقي: رواه سفيان وشعبة، عن أبي إسحاق موقوفًا.

وذكر المنذري أن أبا داود ذكر أن سفيان وشعبة روياه موقوفًا على ابن عمر، لم يرفعاه إلى النبي -عليه السلام-.

وأخرجه الطحاوي موقوفًا أيضًا بإسناد صحيح: عن إبراهيم بن مرزوق، عن مسلم بن إبراهيم القصاب شيخ البخاري وأبي داود، عن شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر موقوفًا عليه.

وحديث سفيان عن أبي إسحاق أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٢): نا وكيع، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر قال: "ليلة القدر في كل شهر رمضان".

قلت: إن كان الطحاوي يريد بقوله: مع أن أصل الحديث موقوف وَهْن استدلال القوم المذكورين فيما ذهبوا إليه؛ فليس ذلك بشيء؛ فإن الموقوف مما تحتج


(١) سورة الدخان، آية: [٣].
(٢) "مصنف ابن أبي شيبة" (٢/ ٣٢٥ رقم ٩٥٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>