وأخرجه الطبراني: نا أبو مسلم الكشي، نا يحيى بن كثير الباجي، نا ابن لهيعة، عن بكير بن عبد الله قال:"سألت ضمرة بن عبد الله بن أنيس عن ليلة القدر، فقال: سمعت أبي يحدث عن النبي -عليه السلام- فقال: تحروها ليلة ثلاث وعشرين".
السابع: عن فهد بن سليمان، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن موسى بن عقبة بن أبي عياش المدني، عن أبي النضر -بالنون والضاد المعجمة- سالم بن أبي أمية، عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف، عن بُسْر -بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة- بن سعيد المدني، عن عبد الله بن أنيس.
وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه مسلم (١): ثنا سعيد بن عمرو وعلي بن خشرم، قالا: أنا أبو ضمرة، قال: حدثني الضحاك بن عثمان -قال ابن خشرم: عن الضحاك بن عثمان- عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن بُسْر بن سعيد، عن عبد الله بن أنيس أن رسول الله -عليه السلام- قال:"أُريتُ ليلة القدر، ثم أنسيتها وأُراني صبحتها أسجد في ماء وطين. قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله -عليه السلام-، فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه، قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرون".
قوله:"رأيتُني" بضم التاء، أي رأيت نفسي.
قوله:"وأراني صبحتها أسجد في ماء وطين" علامة جعلت له تلك السنة. والله أعلم. استدل بها عليها كما استدل بالشمس في غيرها، ذكر البخاري عن الحميدي أنه كان تحتج بهذا الحديث، أنه لا تمسح الجبهة في الصلاة.
ص: فأما ما رويناه في هذا الباب عن ابن عمر وأبي ذر، فإن فيه الأمر بتحريها في السبع الأواخر من شهر رمضان، فقد يحتمل أن تكون في تلك السبع دون سائر