للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجها من طريقين صحيحين:

أحدهما: عن إبراهيم بن مرزوق، عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي شيخ البخاري، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١): عن وكيع، عن سفيان ... إلى آخره نحوه.

قوله: "التمسوا" أي اطلبوا.

والآخر: عن يونس بن عبد الأعلى، عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن مسلم الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهم-.

وأخرجه مسلم (٢): حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب، قال زهير: نا سفيان ابن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: "رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين، فقال النبي -عليه السلام-: أرى رؤياكم في العشر الأواخر فاطلبوها في الوتر منها".

قوله: "تواطأت" أي توافقت. وحقيقة ذلك: أن كل واحدة من رؤياهم وطئ ما وطئه الآخر.

ص: فقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما روى عنه ابن عمر في هذا الحديث أن تُتحرى في العشر الأواخر، كما أمر فيما قد روينا عنه قبل هذا من حديث ابن عمر أيضًا أن تُتحرى في السبع الأواخر، فلم يكن ما روي عنه من أمره إياهم بالتماسها في السبع الأواخر ما ينفي أن تكون تلتمس أيضًا فيما قبله من العشر الأواخر، فلم يدلنا ما روي عن ابن عمر أنها في السبع الأواخر دون سائر الشهر، إلا أنه قد يجوز أن يكون السبع الأواخر أمر بالتماسها فيها بعدما أمر بالتماسها في العشر الأواخر على ما في حديث أبي ذر، فتكون السبع الأواخر تُتحرى دون ما سواها من


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (٢/ ٢٤٩ رقم ٨٦٦٢).
(٢) "صحيح مسلم" (٢/ ٨٢٣ رقم ١١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>