وأما الحديث الثاني فرجاله ثقات أيضًا، فأحمد بن صالح المصري الحافظ المبرز المعروف بابن الطبري شيخ البخاري وأبي داود.
وابن أبي فديك هو هو محمد بن إسماعيل بن أبي فديك دينار الديلي المدني، روى له الجماعة.
وعبد العزيز بن بلال بن عبد العزيز بن أنيس، ذكره البخاري في "تاريخه" وسكت عنه.
وأبوه بلال بن عبد الله وثقه ابن حبان.
وأخوه عطية بن عبد الله بن أنيس وثقه ابن حبان أيضًا.
وأخرجه الطبراني: ثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، ثنا أحمد بن صالح، حدثني ابن أبي فديك، ثنا عبد العزيز بن بلال بن عبد الله بن أنيس، عن أبيه بلال بن عبد الله، عن عطية بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن أنيس:"أنه سأل رسول الله -عليه السلام- عن ليلة القدر، فقال: رأيتها فأنسيتها، فتحرها في النصف الآخر، ثم عاد فسأله، فقال: في ثلاث وعشرين تمضي من الشهر. قال عبد العزيز: فأخبرتني أمي أن عبد الله بن أنيس كان يحيى ليلة ست عشرة إلى ليلة ثلاث وعشرين".
قوله:"فَأُنسيتها" على صيغة المجهول.
قوله:"فتحرها" أي فتحر ليلة القدر، وهو أمر من تحرى يتحرى.
قوله:"قال عبد العزيز: وأخبرني أبي" هو عبد العزيز بن بلال المذكور، وفي رواية الطبراني كما ذكرناها "قال عبد العزيز: فأخبرتني أمي"، فلم أدْرِ، أي النسختين صحيحة؟ والله أعلم.
ص: وقد روي عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلاف ذلك:
حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون، قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، قال: ثنا يحيى، أن أبا سلمة حدثه قال: "أتيت أبا سعيد الخدري فقلت: هل سمعت النبي -عليه السلام- يذكر ليلة القدر؟ فقال: نعم، اعتكفنا مع النبي -عليه السلام- العشر