للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلك الليلة التي يُفرق فيها كل أمر حكيم هي ليلة القدر، وهي الليلة التي أُنزل فيها القرآن، ثم قال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (١)، فإذا كان كذلك ثبت أن ليلة القدر في شهر رمضان خاصةً، ولكن بَقِيَ لنا أن نعلم أي ليلة هي من ليالي رمضان، فرأينا حديث بلال يدل على أنها ليلة أربع وعشرين، وحديث أبي بن كعب: أنها ليلة سبع وعشرين.

ثم إنه أخرج الحديث المذكور عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي، عن أحمد بن خالد الوهبي الكندي شيخ البخاري في غير الصحيح.

عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود المسعودي الكوفي، احتج به الأربعة، واستشهد به البخاري.

عن سعيد بن عمرو بن جعدة المخزومي، وثقه ابن حبان.

عن أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود -ويقال: اسمه كنيته- وقال الترمذي: لا يُعرف اسمه، ولم يسمع من أبيه شيئًا. وقال غيره: سمع من أبيه. روى له الجماعة.

وأخرجه اللهقي (٢) من حديث المسعودي ... إلى آخره نحوه، ولكن في روايته: "وذلك حين طلع القمر"، وقال الذهبي في "مختصر السنن": سعيد لا أعرفه، والخبر منكر.

قلت: أراد به سعيد بن عمرو بن جعدة، وهو كما قد ذكرناه وثقه ابن حبان ولعل الذهبي لم يطلع عليه؛ وعدم علمه به لا ينافي علم غيره.

قوله: "ليلة الصهباوات" هي جمع صهباء، وهو موضع على روحة من خيبر.

قوله: "بأبي أنت وأمي" فيه حذف، وتقديره: أنت مفدَّى بأبي وأمي، وقيل: فديتك بأبي وأمي، فعلى الأول محل "الباء" مرفوع، وعلى الثاني منصوب، فافهم.


(١) سورة البقرة، آية: [١٨٥].
(٢) "سنن البيهقي الكبرى" (٤/ ٣١٢ رقم ٨٣٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>