شهد أُحُدًا والخندق وما بعدها من المشاهد ولم يشهد بدرًا، وكان إسلامه قبل بدر، مات بالمدينة في خلافة علي -رضي الله عنه-.
واسم ابنته سلمى، ذكر في "التكميل" جماعة ممن روى عن أبي رافع، ثم قال في آخرهم: وابنته سلمى. أي: وروى عنه أيضًا ابنته سلمى.
والحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده": ثنا محمد بن أبي بكر، نا هارون الخزاز، نا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثتني بنت أبي رافع، عن أبي رافع:"أن رسول الله -عليه السلام- دفع العنزة إلى أبي رافع فأمره أن يقتل كلاب المدينة، فقتلها حتى أفضى به القتل إلى كلب لعجوز، فأمر رسول الله -عليه السلام- أن يقتله" انتهى.
"والعنزة": مثل نصف الرمح أو أكبر سنًّا، وفيها سنان مثل سنان الرمح، والعكازة قريب منها.
قوله:"حتى أفضى به القتل" أي انتهى به القتل إلى كلب لعجوز.
الثاني: عن أبي بكرة بكار القاضي، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، عن يعقوب بن محمد بن طحلاء المدني، عن أبي الرجال -جمع رجل- محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم-، عن أبي رافع قال:"أمرني النبي -عليه السلام- ... " إلى آخره.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو يعلى أيضًا بهذا الإسناد والمتن، وقال: ثنا المقدمي، نا أبو عامر، ثنا يعقوب بن محمد ... إلى آخره.
قوله:"بدار مَضِيعة" بفتح الميم وكسر الضاد المعجمة على وزن مَفْعِلَة (١)، من الضياع وهو الإطراح والهوان، فكأنها فيها ضائع.
(١) قال ابن الأثير في "النهاية" (٣/ ١٠٨): المَضِيعَة -بكسر الضاد- مَفْعِلَةٌ من الضَّياع: الاطراح والهوان، كأنه فيه ضائع، فلما كانت "عين" الكلمة "ياء" وهي مكسورة، نقلت حركتها إلى "العين"؛ فسكنت "الياء" فصارت بوزن مَعِيشَة، والتقدير فيهما سواء.