للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد بعضهم في الجن والحن قول الشاعر:

أَبِيتُ أهوى في شياطين تُرِنُّ ... مختلف نَجْوَاهم جِنّ وحِنّ

وقال الجوهري: الحِنُّ -بالكسر- حيّ من الجن، قال الراجز: أَبيتُ أهوى ... إلى آخره.

ورجل محنون: أي مجنون، وبه حنة: أي جنة، ويقال: الحِنُّ خلق بين الجن والإنس. انتهى.

وقال صاحب "العين": الحِنُّ حيّ من الجن منهم الكلاب البهم، يقال منه: كلب حِنيّ.

وقال أبو عمر في "التمهيد" (١): وعن أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الِجن ثلاثة أثلاث: فثلث لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وثلث حيات وكلاب، وثلث يحلون ويظعنون".

وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "الجن ثلاثة أثلاث: فثلث كلاب وحيات وخشاش الأرض، وثلث ريح هفافة، وثلث كبني آدم لهم الثواب وعليهم العقاب. وخلق الله الإنس ثلاثة أثلاث: فثلث لهم قلوب لا يفقهون بها وأعين لا يبصرون بها وآذان لا يسمعون بها إنْ هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً.

وثلث أجسادهم كأجساد بني آدم وقلوبهم قلوب الشياطين.

وثلث في ظل الله يوم القيامة".

قوله: "كل أسود بهيم" البهيم في الأصل الذي لا يخالط لونه لون سواه وإنما خص البهيم لأنه أكثر الكلاب أذى وأبعدها من تعلم ما ينفع؛ ولذلك روي أن الكلب الأسود البهيم شيطان، أي بعيد من المنافع قريب من المضرة والأذى، وهذه أمور لا تدرك بنظر ولا يوصل إليها بقياس، وإنما ينتهى فيها إلى ما جاء عنه -عليه السلام-.


(١) "التمهيد" (١٦/ ٢٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>