إليَّ مما طلعت عليه الشمس من صفراء وبيضاء، قال: قلت: يا أمير المؤمنين وما كان سبيلهم لو أخذتهم إلا القتل؟! قومٌ ارتدُّوا عن الإِسلام ولحقوا بالشرك؟ قال: كنت أعرض أن يدخلوا في الباب الذي خرجوا منه، فإن فعلوا قبلت ذلك منهم، وإن أبوا استودعتهم السجن".
قوله: "لما فتحنا تُسْتَر" بضم التاء المثناة من فوق وسكون السين المهملة وفتح التاء الثانية وفي آخرها راء مهملة، وتسميها العامة ششتر -بالشينين المعجمتين- وهي مدينة من كور الأهواز وبها قبر البراء بن مالك -رضي الله عنه-، وفتحت تُستر في سنة سبع عشرة من الهجرة - في قول سيف -وقال غيره: في سنة تسع عشرة.
قوله: "ما فعل حجينة" [..........](١).
قوله: "ما فعل النفر البكريُّون" أراد بهم النفر الذين كانوا من بكر بن وائل.
واحتج به من قال: إن المرتد يستتاب أبدًا ولا يقتل.
ص: حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عتبة قال: "أخذ بالكوفة رجال يفشون حديث مسيلمة الكذاب لعنه الله، فكتبت فيهم إلى عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، فكتب عثمان -رضي الله عنه- أن اعرض عليهم دين الحق وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فمن قبلها وتبرَّأ من مسيلمة فلا تقتله، ومن لزم دين مسيلمة فاقتله، فقبلها رجال منهم فَتُركوا, ولزم دين مسيلمة رجال فقتلوا".
ش: إسناده صحيح، ورجاله رجال الصحيح.
ويونس الأول هو ابن عبد الأعلى، والثاني هو ابن يزيد الأيلي.
وابن شهاب هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
وعبيد الله بن عتبة هو عبيد الله بن عبد الله بن عتيبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله المدني الفقيه الأعمى، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة.