للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأثر أخرجه مالك في "موطإه" (١) والبيهقي في "سننه" (٢): من حديث مالك، عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القاري، عن أبيه قال: "قدم على عمر رجل من قبل أبي موسى، فسأله عن الناس فأخبره، ثم قال: هل كان فيكم من مُغَرِّبة خبر؟ فقال: نعم، رجل كفر بعد إسلامه، قال: فما فعلتم به؟ قال: قربناه فضربنا عنقه، قال: فَهَلَّا حبستموه ثلاثًا، وأطعمتموه كل يوم رغيفًا، واستتبتموه لعله يتوب أو يراجع أمر الله؟! اللهم إني لم أحضر، ولم آمركم، ولم أرض إذ بلغني".

وقال البيهقي: قال الشافعي: من قال: لا يتأنى به زعم أن الذي روي عن عمر -رضي الله عنه- في حبسه ثلاثًا ليس بثابت؛ لانقطاعه، وإن كان ثابتًا لم يجعل على من قتله قبل ثلاث شيئًا.

قوله: "فهذا سعد" أراد به سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-.

ص: حدثنا فهد، قال: ثنا أبو غسان (ح).

وحدثنا سليمان بن شعيب، قال: ثنا علي بن معبد، قالا: ثنا أبو بكر بن عياش، قال: ثنا عاصم بن بهدلة، قال: حدثني أبو وائل، قال: حدثني ابن مُعَيز السعدي، قال: "خرجت أسقد فرسًا لي بالسحر، فمررت على مسجد من مساجد بني حنيفة فسمعتهم يشهدون أن مسيلمة رسول الله، قال: فرجعت إلى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- فذكرت له أمرهم، فبعث الشُّرَط، فأخذوهم، فجيء بهم إليه، فتابوا ورجعوا عما قالوا، وقالوا: لا نعود، فخلى سبيلهم، وقدم رجلاً منهم يقال له: عبد الله بن] (٣) النواحة فضرب عنقه، فقال الناس: أخذت قومًا في أمر واحد فخليت سبيل بعضهم وقتلت بعضهم؟! فقال: كنت عند رسول الله -عليه السلام- جالسًا فجاء ابن النواحة ورجل معه يقال له: حجر بن وثال، وافد من عند


(١) "موطأ مالك" (٢/ ٧٣٧ رقم ١٤١٤).
(٢) "سنن البيهقي الكبرى" (٨/ ٢٠٦ رقم؟؟؟).
(٣) طمس في "الأصل" بمقدار لوحة، والمثبت من "ك".

<<  <  ج: ص:  >  >>