للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي -رضي الله عنه-: "يستتاب المرتد ثلاثاً، ثم قرأ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} (١) ".

وأخرج ابن حزم (٢) من طريق عبد الرزاق قال: "أتي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بشيخ كان نصرانيًّا ثم أسلم، ثم ارتد عن الإِسلام، فقال له علي -رضي الله عنه-: لعلك إنما ارتددت لأن تصيب ميراثا ثم ترجع إلى الإِسلام؟ قال: لا، قال: فلعلك خطبت امرأة فأبوا أن يزوجوكها فأردت أن تزَّوجها ثم تعود إلى الإِسلام؟ قال: لا، قال: فأرجع إلى الإِسلام، قال: لا، حتى ألقى المسيح، قال: فأمر به فضربت عنقه ودفع ميراثه إلى ولده المسلمين".

ص: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو داود الطيالسي، قال: ثنا سليمان بن معاذ الضبي، عن عمار بن أبي معاوية الدهني، عن أبي الطفيل: "أن قومًا ارتدُّوا وكانوا نصارى، فبعث إليهم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- معقل بن قيس التميمي فقال لهم: إذا حككت رأسي فاقتلوا المقاتلة واسبوا الذرية، فأتي علي بطائفة منهم فقال: من أنتم؟ فقالوا: كنا قومًا نصارى فخيرنا بين الإِسلام وبين ديننا فاخترنا الإسلام، ثم رأينا أن لا دين أفضل من ديننا الذي كنا عليه فنحن نصارى، فحكّ رأسه فقتلت المقاتلة وسبيت الذرية، قال عمار: فأخبرني أبو شيبة أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أتي بذراريهم، فقال: مَن يشتريهم مني؟ فقام مسقلة بن هبيرة الشيباني فاشتراهم من علي -رضي الله عنه- بمائة ألف، فأتاه بخمسين ألفًا فقال علي -رضي الله عنه-: إني لا أقبل المال إلا كَمَلاً، فدفن المال في داره وأعتقهم ولحق معاوية، فنفذ علي -رضي الله عنه- عتقه".

ش: رجاله ثقات.

وأبو داود الطيالسي سليمان بن داود صاحب "المسند".

وأبو الطفيل عامر بن واثلة الصحابي -رضي الله عنه-.


(١) سورة النساء، آية: [١٣٧].
(٢) "المحلى" (١١/ ١٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>