قلت: الشَّرْخ -بفتح الشين المعجمة وسكون الراء وفي آخره خاء معجمه- جمع شارخ كَرَكْب جمع رَاكِب وصَحْب جمع صَاحِب، ويقال: هو مصدر يقع على الواحد والمثنى والجمع.
وشرخ الشباب: أوله، وقيل: نضارته وقوته.
قوله:"وقد نهى رسول الله -عليه السلام- عن قتل أصحاب الصوامع ... " إلى آخره، ذكر هذا شاهدًا لقوله، فدلَّ ذلك أن من أبيح قتله هو الذي يقاتل، وأصحاب الصوامع لا يقاتلون؛ لأن الناس آمنون من جهتهم؛ لأنهم قد حبسوا أنفسهم عن الناس وانقطعوا للعبادة في زعمهم حتى إذا كانوا ذوي رأي وتدبير في الحرب يُقتلون، وهذا لا خلاف فيه.
وقوله:"حدثنا ابن مرزوق ... " إلى آخره، بيان لقوله:"وقد نهى رسول الله -عليه السلام- عن قتل أصحاب الصوامع".
وإسناده صحيح ورجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(١): ثنا حميد بن عبد الرحمن، عن شيخ من أهل المدينة مولى لبني عبد الأشهل، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس:"أن النبي -عليه السلام- كان إذا بعث جيوشه، قال: لا تقتلوا أصحاب الصوامع" انتهى.
وأراد بهم: الرهابين والمنقطعين فيها.
والصوامع: جمع صومعة، وهي متعبد النصارى. وذكرها الجوهري في باب "صمع"، فقال: أتانا بثريدة مصمعة: إذا دققت وحدد رأسها، وصومعة النصارى فوعلة من هذا؛ لأنها دقيقة الرأس.