للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسنانهما من الأنصار، فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عمّ، هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أُخبرت أنه يسب رسول الله -عليه السلام-، والذي نفسي بيده لو رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا. قال: فتعجبت من ذلك، فغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبى جهل نزل في الناس، فقلت لهما: ألا تريان؟! هذا صاحبكما الذي تسألان، فابتدراه فضرباه بسيفيهما حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله -عليه السلام- فأخبراه، فقال: أيكما قتله؟ فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: هل مسحتما سيفكما؟ قالا: لا، فنظر في السيفين، فقال: كلاهما قتله. فقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، واسم الآخر معاذ بن عفراء".

وأخرجه مسلم أيضًا (١): ثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أنا يوسف بن الماجشون ... إلى آخره نحوه.

ص: حدثنا الحسن بن عبد الله بن منصور، قال: ثنا الهيثم بن الجميل، عن شريك، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: "أنفذت رجل من المشركين، فأمر النبي -عليه السلام- الزبير فخرج إليه فقتله، فجعل له النبي -عليه السلام- سلبه".

ش: إسناده صحيح ورجاله ثقات.

وشريك هو ابن عبد الله النخعي.

وعبد الكريم بن مالك الجزري، روى له الجماعة.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٢) مرسلاً: ثنا وكيع، قال: نا سفيان، عن عبد الكريم، عن عكرمة: "أن الزبير بارز رجلاً فقتله. قال: فنفله النبي -عليه السلام- سَلَبَهُ".


(١) "صحيح مسلم" (٣/ ١٣٧٢ رقم ١٧٥٢).
(٢) "مصنف ابن أبي شيبة" (٦/ ٤٧٩ رقم ٣٣٠٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>