الأول: عن إبراهيم بن مرزوق عن عثمان بن عمر بن فارس عن مالك. . . إلى آخره.
والثاني: عن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن مالك. . . إلى آخره.
وأخرجه مسلم (١): نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: أنا روح قال: ثنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن واقد قال:"نهى رسول الله -عليه السلام- عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث، قال عبد الله بن أبي بكر: فذكرت ذلك لعمرة، فقالت: صدق؛ سمعت عائشة -رضي الله عنها- تقول: دفَّ أهل أبيات من البادية حضرة الأضحى زمن رسول الله -عليه السلام-، وقال رسول الله -عليه السلام-: ادخروا ثلاثاً ثم تصدقوا بما بقي. فلما كان بعد ذلك قالوا: يا رسول الله إن الناس يتخذون الأسقية من ضحاياهم ويجملون منها الودك، فقال رسول الله -عليه السلام-: وما ذاك؟ قالوا: نهيت أن تؤكل لحوم الضحايا بعد ثلاث، فقال: إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت، فكلوا وادخروا وتصدقوا".
قوله:"دف ناس" معناه: جاءوا إلينا وأتونا وأصله من دفيف الطائر إذا حرك جناحيه ورجلاه في الأرض يقال فيه: دَفَّ يَدِفُّ دفيفًا.
قال الخليل: والدافة قوم يدفون أي يسيرون سيرًا لينًّا، وتداف القوم إذا ركب بعضهم بعضًا في قتالٍ أو نحوه.
وفي "النهاية": الدافة: القوم يسيرون جماعة سيرًا ليس بالشديد يقال: هم يدفون دفيفًا، والدافة: قوم من الأعراب يردون المصر، يريد أنهم قوم قدموا المدينة عند الأضحى، فنهاهم عن ادخار لحوم الأضاحي، ليفرقوها ويتصدقوا بها، فينتفع بها أولئك القادمون.