للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثنا أبو بكرة قال: ثنا أبو داود قال: ثنا شعبة، عن الحكم قال: سمعت زيد ابن وهب، عن البراء بن عازب، عن ثابت بن وديعة: "أن رجلًا أتى النبي -عليه السلام- بضب، فقال له رسول الله -عليه السلام- إن أمة قد فقدت فالله أعلم".

حدثنا ابن مرزوق قال: ثنا حميد الصائغ قال: ثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن زيد بن وهب، عن ثابت بن وديعة الأنصاري: "أن رجلًا من بني فزارة أتى النبي -عليه السلام- بضباب احترشها، فجعل رسول الله -عليه السلام- يقلبها وينظر إلى ضب منها، فقال رسول الله -عليه السلام-: أمة مسخت، فلا ندري ما فعلت، ولا أدري لعل هذا منه".

حدثنا فهد قال: ثنا الحسن بن بشر قال: ثنا المعافى بن عمران، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر: "أن رسول الله -عليه السلام- أبى أن يأكله -يعني الضب- وقال: لا أدري لعله من القرون الأولى التي مسخت".

قال: أبو جعفر -رحمه الله-: ففي هذه الآثار أن رسول الله -عليه السلام- ترك أكله خوفًا من أن يكون مما مسخ؛ فاحتمل أن يكون قد حرمه مع ذلك، واحتمل أن يكون تركه تنزها منه عن أكله، ولم يحرمه.

فنظرنا في ذلك؛ فإذا ابن أبي داود قد حدثنا، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا أبو عَقِيل بشير بن عقبة قال: ثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: "أن أعرابيًّا سأل النبي -عليه السلام- فقال: إني في حائط مضبة، وإنه طعام أهلنا، فسكت، فقلنا له: عاوده. فعاوده، فسكت، ثم قالوا: عاوده، فعاوده، فقال: إن الله -عز وجل- لعن -أو غضب على- سبط من بني إسرائيل فمسخهم دوابًّا يدبون على الأرض، فما أظنهم إلا هؤلاء، ولست آكلها ولا أحرمها".

ففي هذا الحديث: أن رسول الله -عليه السلام- لم يحرم الضباب مع خوفه أن تكون من الممسوخ.

ش: لما لم يكن في الحديث المذكور الذي اختلف فيه حجة لأحد الفريقين، وكان -عليه السلام- خشي فيه أن يكون ممسوخًا؛ شرع يبين ما جاء في هذا الباب مما جاء فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>