كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار

ص: كتاب الكراهة - ص: باب حلق الشارب - ج: 13 - ص: 173

وأخرجه أبو داود (١) بأتم منه: ثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن سليمان الأنباري -المعني- قالا: نا وكيع، عن مسعر، عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن المغيرة بن عبد الله، عن المغيرة بن شعبة قال: "ضفت النبي -عليه السلام- ذات ليلة، فأمر بجنب فشوى، وأخذ الشفرة فجعل يجز لي بها منه، قال: فجاء بلال فآذنه بالصلاة، قال: فألقى الشفرة وقال: ما له تربت يداه؟! وقام يصلي -زاد الأنباري: وكان شاربي وفيًّا فقصه على سواك، أو قال: أقصه لك على سواك؟ ".

وأخرجه الترمذي (٢) وابن ماجه (٣).

الرابع: عن محمَّد بن خزيمة، عن إبراهيم بن بشار الرمادي، عن سفيان بن عيينة. . . . إلى آخره.

وأخرجه أحمد في "مسنده" (٤): عن وكيع، عن مسعر، عن أبي صخرة. . . . إلى آخره نحوه.

ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: فذهب قوم من أهل المدينة إلى هذه الآثار، واختاروا لها قص الشارب على إحفائه.

ش: أراد بالقوم هؤلاء: سالمًا وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وجعفر ابن الزبير وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام؛ فإنهم ذهبوا إلى هذه الآثار، وقالوا: المستحب هو أن يختار قص الشارب على إحفائه.

وإليه ذهب أيضًا حميد بن هلال والحسن البصري ومحمد بن سيرين وعطاء

---

(١) "سنن أبي داود" (١/ ٩٧ رقم ١٨٨).
(٢) "الشمائل" (١/ ١٣٩ رقم ١٦٧).
(٣) ليس عند ابن ماجه، إنما هو عند النسائي في "الكبرى" (٤/ ١٥٣ رقم ٦٦٥٥) كما في "الأطراف" للمزي (٨/ ٤٩٢ رقم ١١٥٣٠) فقد عزاه لأبي داود، والترمذي في "الشمائل"، والنسائي في "الكبرى - الوليمة".
(٤) "مسند أحمد" (٤/ ٢٥٥ رقم ١٨٢٦٢).