ص: وقالوا: لا حجة لأهل المقالة الأولى فيما احتجوا به في ذلك؛ لأن حديثهم الذي رووه عن أنس، عن النبي -عليه السلام- لا يثبت من طريق الإسناد، وإنما أصله عن عمر - رضي الله عنه -، لا عن النبي -عليه السلام-، وذكروا في ذلك ما حدثنا على بن معبد، قال: ثنا سريج بن النعمان، قال: ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لا تنقشوا في خواتيمكم العربية"، فهذا هو أصل حديث أنس، فهذا عن عمر - رضي الله عنه - لا عن النبي -عليه السلام-، ثم لو ثبت عن النبي -عليه السلام-، لكان تفسيره عندنا ما قال الحسن، لأن نقش خاتم رسول الله -عليه السلام- كان كذلك، فنهى أن ينقش عليه.
حدثنا عبد الله بن محمَّد بن خُشَيْش قال: ثنا محمَّد بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة، عن أنس، قال:"كان نقش خاتم رسول الله -عليه السلام- ثلاثة أسطر: سطر: محمَّد، وسطر: رسول، وسطر: الله، فهكذا كان نقش خاتم رسول الله -عليه السلام-".
ش: هذا جواب عن حديث أنس الذي احتج به أهل المقالة الأولى، أي قال أهل المقالة الثانية: لا حجة لأهل المقالة الأولى في حديث أنس، وحاصل الجواب من وجهين:
الأول: بطريق المنع وهو أن يقال: لا نسلم أن هذا الحديث يصح به الاستدلال؛ لأنه غير ثابت الإسناد لأنه عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، لا عن النبي -عليه السلام -، والدليل على ذلك ما أخرجه بإسناد صحيح: عن علي بن معبد بن نوح المصري، عن سريج -بالسين المهملة وفي آخره جيم- بن النعمان بن مروان الجوهري الأموي شيخ البخاري، عن أبي عوانة الوضاح اليشكري، عن قتادة، عن أنس.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(١): ثنا يحيى بن آدم، قال: نا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس - رضي الله عنه -، أن عمر - رضي الله عنه - قال:"لا تنقشوا ولا تكتبوا في خواتيمكم بالعربية".