للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الثاني: بطريق التسليم، وهو أن يقال: سلمنا أن هذا الحديث ثابت، ولكن لا نسلم أنه يدل على صحة ما ذهبتم إليه، فإن معناه على ما قاله الحسن البصري، وهو لا يساعدكم على ما ذهبتم إليه.

وجواب آخر: أن الحديث المذكور معلول بأزهر بن راشد، لا تقوم به الحجة.

قوله: "حدثنا عبد الله بن محمَّد. . . . إلى آخره" بيان لما كان من نقش خاتم رسول الله، أخرجه بإسناد صحيح.

وأخرجه البخاري (١): حدثني محمَّد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس: "أن أبا بكر - رضي الله عنه - لما استخلف كتب له، وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر: محمَّد: سطر، ورسول: سطر، والله: سطر".

وزاد أحمد: ثنا الأنصاري، قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس، قال: "كان خاتم النبي -عليه السلام- في يده، وفي يد أبي بكر بعده، وفي يد عمر بعد أبي بكر، فلما كان عثمان جلس على بئر أريس، قال: فأخرج الخاتم، فجعل يعبث به، فسقط، قال: فاختلفنا ثلاثة أيام مع عثمان ننزح البئر فلم نجده".

وأخرجه أبو داود (٢) والترمذي (٣) والنسائي (٤).

ص: حدثنا على بن معبد، قال: ثنا عبد الوهاب، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس: "أن النبي -عليه السلام- أراد أن يكتب إلى كسرى وقيصر، فقيل له: إنهم لا يقبلون كتابك إلا بخاتم، فاتخذ خاتمًا من فضة نقشه: محمَّد رسول الله".

حدثنا على بن معبد، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: "أراد النبي -عليه السلام- أن يكتب إلى الروم. . . ." ثم ذكر مثله.


(١) "صحيح البخاري" (٣/ ١١٣١ رقم ٢٩٣٩).
(٢) "سنن أبي داود" (٤/ ٨٨ رقم ٤٢١٥).
(٣) "جامع الترمذي" (٤/ ٢٣٠ رقم ١٧٤٨).
(٤) "المجتبى" (٨/ ١٩٥ رقم ٥٢٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>