وأبو بكر بن حفص اسمه عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص.
ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: فكره قوم وضع إحدى الرجلين على الأخرى لهذه الآثار، واحتجوا في ذلك أيضًا بما حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهب، قال: ثنا شعبة، عن واصل، عن أبي وائل قال:"كان الأشعث وجرير بن عبد الله وكعب قعودًا، فوضع الأشعث إحدى رجليه على الأخرى وهو قاعد، فقال له كعب بن عجرة: ضُمَّها؛ فإنه لا يصلح لبشر".
ش: أراد بالقوم هؤلاء: محمَّد بن سيرين، ومجاهدًا، وطاوسًا، وإبراهيم النخعي؛ فإنهم قالوا: يكره وضع إحدى الرجلين على الأخرى، وروي ذلك عن ابن عباس وكعب بن عجرة.
قوله:"واحتجوا في ذلك" أي احتج هؤلاء القوم أيضًا فيما ذهبوا إليه بما أخرجه بإسناد صحيح عن ابن مرزوق، عن وهب بن جرير، عن شعبة، عن واصل بن حيان الأحدب، عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال:"كان الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية الكندي، وكان قد وفد إلى النبي -عليه السلام- سنة عشر من الهجرة في وفد كندة وكانوا ستين راكبًا فأسلموا، وشهد اليرموك بالشام ففقئت عينه، ثم سار إلى العراق فشهد القادسية، والمدائن، وجلولاء، ونهاوند، وسكن الكوفة وابتنى بها دارًا، وشهد صفين مع علي - رضي الله عنه - وكان ممن ألزم عليًّا - رضي الله عنه - بالتحكيم، وشهد الحكمين بدومة الجندل، وكان عثمان - رضي الله عنه - قد استعمله علي أذربيجان، وكان الحسن بن علي - رضي الله عنهما - تزوج ابنته، فقيل هي التي سقت الحسن السم فمات منه، وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث. روى عنه: قيس بن أبي حازم وأبو وائل وغيرهما، توفي سنة ثنتين وأربعين، وصلي عليه الحسن بن علي - رضي الله عنهما -.
وأخرج بن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا وكيع، عن إسماعيل، عن واصل: "أن جريرًا جلس ووضع إحدى رجليه على الأخرى، فقال له كعب: ضُمَّها؛ فإن هذا لا يصلح لبشر".
ص: وخالفهم في ذلك آخرون فلم يروا بذلك بأسًا، واحتجوا في ذلك بما روي