للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله -عليه السلام- أنه قال: "من جلس مجلسًا كثر فيه لغطه، ثم قال قبل أن يقوم: سبحانك ربنا لا إله إلا أنت أستغفرك ثم أتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك".

حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، قال: ثنا عثمان بن مطر، عن ثابت، عن أنس، أن النبي -عليه السلام- قال: "كفارة المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك".

حدثنا محمَّد بن خزيمة وفهد بن سليمان، قالا: ثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني ابن الهاد، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، قال: بلغني أن رسول الله -عليه السلام- قال: "ما من إنسان يكون في مجلس فيقول حين يريد أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك؛ إلا غفر له ما كان في ذلك المجلس". قال: فحدثت بهذا الحديث يزيد بن خصيفة فقال: هكذا حدثني السائب بن يزيد عن رسول الله -عليه السلام-.

حدثنا محمد بن خزيمة وفهد، قالا: ثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني ابن الهاد، عن يحيي بن سعيد، عن زرارة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما كان رسول الله -عليه السلام- يقوم من مجلس إلا قال: سبحانك اللهم ربي وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، فقلت له: يا رسول الله، ما أكثر ما تقول هذه الكلمات إذا قمت! فقال: إنه لا يقولهن أحد حين يقوم من مجلسه إلا غفر له ما كان في ذلك المجلس".

فهذا رسول الله -عليه السلام- قد روي عنه ما ذكرنا، وهذا أولى القولين عندنا؛ لأن الله -عز وجل- قد أمر بذلك في كتابه العزيز فقال: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا} (١)، وقال -عز وجل-: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} (٢). وأمر رسول الله -عليه السلام- بذلك في الآثار التي ذكرنا؛ فلهذا أبحنا ذلك وخالفنا أبا جعفر فيما ذهب إليه علي ما ذكرنا في أول هذا الباب.


(١) سورة البقرة، آية: [٥٤].
(٢) سورة التحريم، آية: [٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>