للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ش: تقرير السؤال أن يقال: إن الله تعالى أمر عبده بالتوبة حيث قال: في كتابه الكريم: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً} (١) غير ذلك من الآيات التي فيها الأمر بالتوبة، والتوبة ترك الذنوب وترك العود إليها , ولا يوصف الرجل بالتوبة حتي يترك الذنب ويترك العود إليه، ولا يكون تائبًا بقوله: قد تبت. ألا تري إلى ما روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حيث قال: "التوبة النصوح: أن يجتنب الرجل السوء كان يعمله، فيتوب إلى الله -عز وجل- منه، ثم لا يعود إليه أبدًا"، [فهذه] (٢) هي صفة التوبة المأمور بها في الكتاب. وأما قول التائب: أتوب إلى الله؛ فليس بشيء كما قد تقرر فيما مضي.

وأخرج ما روي عن عمر - رضي الله عنه - من طريقين:

الأول: عن أبي بكرة بكار القاضي، عن موسى بن زياد عن [المخدوجي] (٣) إسرائيل بن يونس، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري الخزرجي الصحابي، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.

الثاني: عن أبي بكرة أيضًا، عن وهب بن جرير بن حازم، عن شعبة بن الحجاج، عن سماك بن حرب. . . . إلى آخره.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٤): ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن النعمان بن بشير قال: "سئل عمر - رضي الله عنه - عن التوبة النصوح فقال: التوبة النصوح: أن يتوب العبد من العمل السيئ، ثم لا يعود إليه أبدا".


(١) سورة مريم، آية: [٨].
(٢) في "الأصل": "فهذا".
(٣) بيض له المصنف -رحمه الله-، وقال في "المغاني" بعد أن نسبه بالمخزومي: لا أعرفه، وأظنه موسى بن زياد بن موسى الذي ذكره ابن حبان في الطبقة الرابعة من الثقات، وقال: يروي عن جده يحيي بن موسى، وعنه أبو قدامة عبد الله بن سعيد.
ثم قال في "المغاني" أيضًا في ترجمة المخدومي من الأنساب: ومنهم موسي بن زياد المخدومي شيخ أبي بكرة القاضي. ولم يذكره في نسبة المخزومي.
(٤) "مصنف بن أبي شيبة" (٧/ ٩٩ رقم ٣٤٤٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>