قوله:"رجل وثور. . . ." إلي آخره، من بحر الكامل وأصله في الدائرة متفاعلن ست مرات، وأشار بذلك إلي حملة العرش وهم أربعة: أحدهم في صورة بني آدم، أشار إليه بقوله:"رجل"، والثاني: في صورة ثور أشار إليه بقوله: "وثور"، والثالث: في صورة النسر، أشار إليه بقوله:"والنسر للأخرى"، والرابع: في صورة الأسد أشار إليه بقوله: "وليث مرصد"، فلأجل ذلك صدقه النبي -عليه السلام-.
قوله:"رجل" مبتدأ ويجوز لوقوعه مبتدأ كونه معطوفًا عليه؛ لأن قوله: وثور عطف عليه، وقد ذكرت النحاة أن العطف من مجوزات وقوع المبتدأ نكرة، والخبر قوله:"تحت رجل يمينه" أي يمين العرش، أراد: وملكٌ في صورة رجل، وآخر في صورة ثور تحت قائمتي العرش من اليمين، وملكٌ آخر في صورة النسر، وآخر في صورة الليث تحت قائمته من اليسار، فقوائمه الأربعة علي كواهل الأربعة من الملائكة بهذه الصورة.
قوله:"والنسر للأخرى" جملة من المبتدأ والخبر أي للِّرجْل الأخرى، أراد بها القائمة الأخري من اليسار.
قوله:"وليث" عطف علي ما قبله.
وقوله:"مرصد" صفة من أرصد إذا أُعِدَّ للترقب.
قوله:"يتورد" أي يحمر ويصير مثل الورد الأحمر.
قوله:"تأبى" أي تمتنع من الطلوع والعود إلى الدنيا, ولا تطلع إلا بنخس من الملائكة، وهذا صحيح؛ فلذلك صدقه النبي -عليه السلام-، والدليل علي ذلك ما رواه ابن عساكر في حديثه الطويل بإسناده إلى ابن عباس أنه قال:"إن الشمس لا تطلع حتى يتنخسها سبعون ألف ملك، يقولون: اطلعي اطلعي، فتقول: لا أطلع علي قوم يعبدونني من دون الله، فإذا همت بالطلوع أتاها شيطان يريد أن يثبطها فتطلع بين قرنيه وتحرقه، فإذا تضيفت للغروب غربت على السجود، فيأتيها شيطان يريد أن يثبطها عن السجود، فتغرب بين عينيه وتحرقه".