للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أشار أمية بن أبي الصلت إلى هذا المعنى بقوله: "تأبي فما تطلع لنا في رسلها" أي في فورها إلا معذبةَ من جهة الملائكة.

قوله: "فما تطلع" بالجزم للضرورة.

ص: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا المقدمي، قال: ثنا أبو معشر البراء، عن صدقة بن طيلسة، قال: حدثني معن بن ثعلبة، قال: حدثني أعشى المازني، قال: أتيت النبي -عليه السلام- فأنشدته:

يا مالكَ النَّاسِ وديَّانَ العربْ ... إني لَقِيتُ ذربة من الذَّرَبْ

كالذئبة العَمْساء في ظل السَّرَبْ ... خرجتُ أبْغيها الطعامَ في رجبْ

فخَلَّفَتْني بنِزاعٍ وهَرَب ... أخْلَفَتِ الوَعْد ولَطَّتْ بالذَّنَبْ

وقَذَفتني بين عَصْرِ ونَشَب ... وهنَّ شرٌّ غالبٌ إن غَلَبْ

قال: فجعل رسول الله -عليه السلام- يقول: وهن شر غالب لمن غلب".

ش: إسناده صحيح.

والمقدمي هو محمَّد بن أبي بكر بن علي بن مقدم، شيخ البخاري، وأبو معشر البراء: اسمه يوسف بن يزيد بن العطار البصري، كان يبري النبل، وقيل: كان يُبْري العود، روي له البخاري ومسلم.

وصدقة بن طيلسة، وثقه ابن حبان.

ومعن بن ثعلبة المازني ذكره ابن حبان في التابعين الثقات.

وأعشى المازني الصحابي اسمه عبد الله بن الأعور، من بني مازن بن عمرو بن تميم، سكن البصرة.

والحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (١): ثنا المقدمي، ثنا أبو معشر يوسف بن


(١) "مسند أبي يعلي" (١٢/ ٢٨٩ رقم ٦٨٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>