أصحاب رسول الله -عليه السلام- أكثر حديثًا عن رسول الله -عليه السلام- مني ما خلا عبد الله بن عمرو؛ فإنه كان يكتب ولا أكتب".
حدثنا يونس، قال: ثنا علي بن معبد، قال: ثنا شعيب بن إسحاق الدمشقي، عن عمران بن حدير، عن بشير بن نهيك قال: "كنت آخذ الكتب من أبي هريرة فأكتبها، فإذا فرغتُ قرأتها عليه، فأقول الذي قرأته بها عليك أسمعته منك؟ فيقول: نعم".
ش: أي قد روي في إباحة كتابة العلم أيضًا من بعد النبي -عليه السلام- عن الصحابة والتابعين ما يوافق ما روي من أحاديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص.
وأخرج في ذلك عن ابن عباس وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وأبي هريرة وبشير بن نهيك - رضي الله عنهم -.
أما عن ابن عباس فأخرجه من طريقين صحيحين:
الأول: عن صالح بن عبد الرحمن. . . . إلى آخره.
وأخرجه البيهقي في "المدخل": أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا بكر بن محمَّد بن حمدان الصيرفي بمرو، ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي، ثنا حفص بن عمر العدني، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "جاء ناس من أهل الطائف، فقالوا: إن معنا كتبًا أو علمًا من علمك فنحب أن تقرأه علينا، فأخذ ابن عباس الكتب فجعل يقدم ويؤخر، فقال: إني قد بُلِهْت منذ ذهب بصري، ولكن اقرؤا عليّ، وإن قراءتكم إياه عليّ كقراءتي إياه عليكم، ولا يكن في أنفسكم من ذلك شيء".
قوله: "بُلهت" بكسر اللام من بَلِهَ يبْلَهُ بلاهة، ومنه رجل أبله، وهو الذي غلبت عليه سلامة الصدر وبلهت هنا: تغيرتُ عما كنت عليه.
ويستفاد منه:
جواز كتابة العلم، وأن قراءة الشيخ على التلميذ وعكسه سواء.