كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار

ص: كتاب الكراهة - ص: باب: كتابة العلم هل تصلح أم لا؟ - ج: 14 - ص: 147

وأخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١): ثنا ابن نمير، عن عثمان بن حكيم، عن سعيد بن جبير: "أنه كان يكون مع ابن عباس فيسمع منه الحديث في أوسط الرحل فإذا نزل نَسَخَه".

وقال البيهقي (٢): أنا أبو الحسن، أنا أبو عمرو، ثنا حنبل، نا حسن بن الربيع، ثنا يعقوب القمي، عن جعفر، عن سعيد بن جبير قال: "كنت أكتب عند ابن عباس في صحيفتي حتى أملأها، ثم كتب في ظهر نعلي، ثم أكتب في كفيِّ".

وأما عن جابر: فأخرجه عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي، عن أبي الربيع سليمان ابن داود الزهراني، شيخ البخاري ومسلم وأبي داود، عن يعقوب بن عبد الله بن سعيد القمي الأشعري، وثقه ابن حبان، وروى له الأربعة والبخاري مستشهدًا، عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل بن أبي طالب القرشي المدني، فيه مقال؛ فعن يحيى: ليس حديثه بحجة. وعنه: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: ليِّن الحديث.

وأخرج البيهقي في "المدخل" (٣): ثنا عثمان، نا علي بن هاشم، عن محمَّد بن علي السلمي، عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل قال: "كنت أختلف أنا وأبو جعفر إلى جابر بن عبد الله، نكتب عنه في ألواح".

وأما عن أنس: فأخرجه عن حسين بن نصر، عن نعيم بن حماد المروزي، عن عبد الله بن المبارك، عن سليمان التيمي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: حدثنا محمود بن الربيع بن سراقة الخزرجي الأنصاري الصحابي، فإنه عقل عن النبي -عليه السلام- مجة مجها في وجهه من دلوٍ من بئر في دارهم وهو يوري عن عتبان بن مالك ابن عمرو العجلاني الصحابي وهؤلاء ثلاثة من الصحابة يروي بعضهم عن بعض.

وأما عن أبي هريرة فأخرجه من طريقين صحيحين:

الأول: عن ربيع بن سليمان المؤذن، عن أسد بن موسي، عن سفيان الثوري،

---

(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (٥/ ٣١٤ رقم ٢٦٤٣٤).
(٢) "المدخل إلى السنن الكبرى" (١/ ٤٢١ رقم ٧٧٤).
(٣) "المدخل إلى السنن الكبرى" (١/ ٤٢٢ رقم ٧٧٦).