للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فإذا أصيب دواء الداء" بإضافة الدواء إلى الداء. والدواء بفتح الدال ممدود، وحكي جماعة -منهم الجوهري- فيه لغة بكسر الدال، قال عياض: هي لغة الكلابين وهي شاذة.

وفي هذه الأحاديث:

إثبات الطب والعلاج.

وأن التداوي غير مكروه كما ذهب إليه بعض الناس.

وفيه أنه جعل الهرم داء وإنما هو ضعف الكبر وليس من الأدواء التي هي أسقام عارضة للأبدان من قبل اختلاف الطبائع وتغير الأمزجة؛ وإنما شُبِّة بالداء؛ لأنه جالب للتلف كالأدواء التي يعقبها الهلاك، قال النمر بن تولب:

دعوت ربي بالسلامة جاهدًا ... ليصحني فإذا السلامة داء

يريد أن العمر لما طال به أداه إلى الهرم فصار بمنزلة المريض الذي قد أدلقه المرض.

قلت: وفي هذا الباب عن أنس وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وابن مسعود وأبي خِزامة عن أبيه، وأبي الدرداء وبريدة.

أما حديث أنس - رضي الله عنه - فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١): ثنا يونس بن محمَّد، قال: نا حرب بن ميمون، قال: سمعت عمران العمي يقول: سمعت أنسًا يقول: إن رسول الله -عليه السلام- قال: "إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء؛ فَتَدَاوَوْا".

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري (٢): ثنا محمَّد بن المثني، نا أبو أحمد الزبيري، نا [عمر] (٣) بن سعيد بن أبي حسين، قال: حدثني عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، عن النبي -عليه السلام- قال: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء".


(١) "مصنفه ابن أبي شيبة" (٥/ ٣١ رقم ٢٣٤١٥).
(٢) "صحيح البخاري" (٥/ ٢١٥١ رقم ٥٣٥٤).
(٣) في "الأصل، ك": "عمرو"، وهو تحريف، والمثبت من "صحيح البخاري"، ومصادر ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>