للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأم علقمة (١).

وعبد الله بن رافع بن خديج الأنصاري: وثقه ابن حبان.

ص: وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: لا ينظر العبد من الحرة إلا إلى ما ينظر إليه منها الحر الذي لا محرم بينه وبينها.

ش: أي خالف القوم المذكورين جماعة آخرون، وأراد بهم: عامرًا الشعبي والحسن البصري وطاوسًا ومجاهدًا ومحمد بن سيرين وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي والثوري وأبا حنيفة وأبا يوسف ومحمدًا والشافعي، فإنهم قالوا: لا ينظر العبد من مولاته إلا إلى من ينظر إليه منها الأجنبي.

وقال البيهقي: وكان الحسن والشعبي وطاوس ومجاهد يكرهون أن ينظر العبد إلى شعر سيدته، وكلهم عَدُّوا الشعر من الزينة التي لا تبديها لعبدها، كما عده ابن عباس فيما روينا عنه من الزينة التي لا تبديها لمحارمها.

وقال الجصاص في "الأحكام": وقال ابن مسعود ومجاهد والحسن وابن سيرين وسعيد بن المسيب: إن العبد لا ينظر إلى شعر مولاته. وهو مذهب أصاحبنا إلا أن يكون ذا محرم منها، وتأولوا قوله تعالى: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ} (٢) على الإماء؛ لأن العبد والحر في التحريم سواء، فهي وإن لم يجز لها أن تتزوجه وهو عبدها فإن ذلك تحريم عارض كمن تحته امرأة أختها محرمة عليه، ولا يبيح له ذلك النظر إلى شعرها.


(١) بيض لها المؤلف -رحمه الله-: وفي "المغاني" قال أم علقمة هي مرجانة: وأحال على ترجمتها في الأسماء. وقال الحافظ في "التهذيب" (١٢/ ٥٠٠): أم علقمة غير منسوبة، روى البخاري في "الأدب" من حديث بكير بن الأشج، عن أم علقمة عن عائشة في اللهو في الجنان.
قلت: وقال البخاري في "الصيام" من "صحيحه": وقال بكير عن أم علقمة: "كنا نحتجم عند عائشة فلا تنهى" وعلق لها في الحيض أيضًا مالك في "الموطإ"، وأم علقمة هذه مرجانة التي تقدم ذكرها في الأسماء، قال العجلي: مدنية تابعية ثقة.
قلت: وذكرها ابن حبان في "الثقات" (٥/ ٤٦٦).
(٢) سورة النور، آية: [٣١].

<<  <  ج: ص:  >  >>