قوله:"بالجابية" أي: في الجابية، وهي مدينة بالشام، وإليها ينسب باب الجابية بدمشق.
قوله:"يلونهم" من ولي يلي وليًا إذا تابعه، وأصل الولي القرب الدنو.
قوله:"ثم يفشو" من فشى الأمر إذا شاع وانتشر.
قوله:"ولا يسألها" على صيغة المجهور، وكذلك قوله:"ولا يستحلف".
ومن فوائد هذا الحديث:
ألا يتعرض أحدٌ إلى أحدٍ من الصحابة إلا بإحسان.
وفيه: معجزة للنبي -عليه السلام- حيث أخبر بشيءٍ قبل كونه.
وفيه: الإشارة إلى فضيلة الصحابة، ثم إلى فضيلة التابعين، وأتباع التابعين؛ لأن الذين يلون الصحابة هم التابعون، والذين يلونهم هم أتباع التابعين؛ فأبو حنيفة من التابعين، وأبو يوسف ومحمد من أتباع التابعين.
وفيه: الإشارة على أن زمن من بعد أتباع التابعين زمن شرٍّ وفساد حيث يظهر فيه الكذب، ويشهد الرجل قبل أن يستشهد، ويحلف قبل أن يستحلف.
ص: حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود الطيالسي، قال: ثنا حماد بن يزيد، قال: ثنا معاوية بن قرة المزني، قال: سمعت كهمسًا يقول: سمعت عمر - رضي الله عنه - يقول، فذكر نحو حديث أبي بكر عن أبي أحمد.
ش: هذا طريق آخر، وهو أيضًا صحيح، عن أبي بكرة بكار القاضي، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي، عن حماد بن يزيد -بالياء آخر الحروف قبل الزاي- ابن مسلم أبي يزيد البصري وثقه ابن حبان، وهذا يشتبه على كثيرٍ ممن ليس لهم يد في هذا الشأن بحماد بن زيد بن درهم البصري، وكلاهما بصريان، وكل منهما يسمى حمادًا، ولكن تميزهما باسم الأب.