للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ولا نعلم أنه رُوي عن غيره" أي ولا نعلم أن هذا الحديث رُوي عن غير علي من طريق صحيح. وأشار بذلك إلى أن طريق هذا الحديث التي رُويت عن غير علي غير صحيحة، فالطريق الصحيح هو الذي رُوي عن علي - رضي الله عنه - الذي أخرجه البخاري ومسلم وبقية الجماعة (١) فاقتصر عليه؟ فلذلك قلنا: إنه كان أعلم بتأويله؛ لانفراده به وبمعناه.

فإن قلت: عمن روي عن غير علي - رضي الله عنه -؟

قلت: روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعمران بن حصين، ومعقل ابن يسار، وعائشة الصديقة، وعطاء وطاوس ومجاهد والحسن مرسلًا.

أما ما روي عن عبد الله بن عمرو، فأخرجه أبو داود (٢): نا عبيد الله بن عمر، قال: ثنا هشم، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . . . فذكر نحو حديث علي - رضي الله عنه -، زاد فيه: "ويجير عليهم أقصاهم وَيَرُدُّ مُشِدُّهم على مُضعِفَهُم ومُتَسَرِّيهم على قاعِدهم".

وأخرجه ابن ماجه (٣): أيضًا، وهذا الإسناد لا يلحق إسناد حديث علي - رضي الله عنه -؟ لأن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مختلف في الاحتجاج به.

قوله: "ويجير عليهم أقصاهم" أي: إن بعض المسلمين وإن كان قاصي الدار إذا [عقد] عقدًا لكافر لم يكن لأحد أن ينقضه.

قوله: "ويَرْدُّ مُشِدُّهم" المُشِدُّ: الذي له دواب شديدة قوية، والمُضْعِفُ الذي دوابه ضعيفة، يريد أن القوي من الغزاة يساهم الضعيف فيما يكسبه من الغنيمة.

قوله: "ومُتَسَرِّيهم" المتسري: الذي يخرج في السرية التي يبعثها الإِمام من الجيش، فإذا غنموا شيئًا كان بينهم وبين الجيش عامة؛ لأنهم رِدْءٌ لهم، وأما إذا بعثهم من البلد فإنهم لا يردون على المقيمين شيئًا.


(١) تقدم تخريجه.
(٢) "سنن أبي داود" (٤/ ١٨١ رقم ٤٥٣١).
(٣) "سنن ابن ماجه" (٢/ ٨٩٥ رقم ٢٦٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>