للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى: جهالة أبي زيد؛ لقد قال الترمذي (١): أبو زيد رجل مجهول لا يعرف له غير هذا الحديث.

وقال ابن حبان في كتاب "الضعفاء" (٢): أبو زيد شيخ يروي عن ابن مسعود، وليس يُدرى من هو، ولا يعرف أبوه ولا بلده، ومن كان بهذا النعت، ثم لم يرو إلَّا خبرا واحدا خالف فيه الكتاب والسُّنة والإجماع والقياس، استحق مجانبته.

وقال ابن أبي حاتم في كتاب "العلل" (٣): سمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي فزارة في الوضوء بالنبيذ ليس بصحيح، وأبو زيد مجهول.

وذكر ابن عدي عن البخاري قال: أبو زيد الذي روى حديث ابن مسعود في الوضوء بالنبيذ مجهول لا يعرف بصحبة عبد الله، ولا يصح هذا الحديث عن النبي - عليه السلام - وهو خلاف القرآن.

العلة الثانية: هي التردد في أبي فزارة؛ فقيل: هو راشد بن كيسان، وهو ثقة أخرج له مسلم، وقيل: هما رجلان، وأن هذا ليس براشد بن كيسان، وإنما هو رجل مجهول. وقد نقل عن الإِمام أحمد أنه قال: أبو فزارة في حديث ابن مسعود رجل مجهول.

وذكر البخاري أن أبا فزارة العبسي غير مسمى، فجعلهما اثنين.

العلة الثالثة: هي إنكار كون ابن مسعود شهد ليلة الجن؛ وذلك لما روى مسلم (٤): من حديث الشعبي، عن علقمة قال: "سألت ابن مسعود: هل شهد منكم أحد مع رسول الله - عليه السلام -[ليلة الجن] (٥)؟ قال: لا .. " الحديث.


(١) "جامع الترمذي" (١/ ١٤٧ رقم ٨٨).
(٢) "المجروحين" (٣/ ١٥٨).
(٣) "العلل" (١/ ١٧).
(٤) "صحيح مسلم" (١/ ٣٣٢ رقم ٤٥٠).
(٥) سقط من "الأصل، ك" والمثبت من "صحيح مسلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>