الثاني: عن علي بن شيبة، عن روح بن عبادة، عن أسامة بن زيد الليثي. . . . إلى آخره.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(١): من حديث أسامة بن زيد، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي وَبْرة الكلبي قال:"أرسلني خالد بن الوليد - رضي الله عنه - إلى عمر - رضي الله عنه -، فأتيته ومعه عثمان وعبد الرحمن بن عوف وعلي وطلحة والزبير - رضي الله عنهم - وهم معه متكئون في المسجد فقلت: إن خالدًا أرسلني إليك وهو يقرأ عليك السلام ويقول: إن الناس قد انهمكوا في الخمر وتجافوا العقوبة فيه، فقال عمر: هم هؤلاء عندك فسلهم، فقال علي - رضي الله عنه -: تراه إذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون، فقال عمر - رضي الله عنه -: أبلغ صاحبك ما قال، قال: فجلد ثمانين، وجلد عمر ثمانين، قال: وكان عمر - رضي الله عنه - إذا أتي بالرجل الضعيف الذي كانت منه الزلة ضربه أربعين، قال: وجلد عثمان أيضًا ثمانين وأربعين".
قوله: قال: "فبعثني خالد بن الوليد" القائل هو ابن وَبَرة الكلبي.
قوله:"فيم؟ " أي في أي شيء بعثك؟
قوله:"تجافوا العقوبة" أي أبعدوها عن أنفسهم، وأصله من الجفاء -بالجيم- وهو التبعد.
قوله:"وانهمكوا" من الانهماك، وهو التمادي في الشيء واللجاج فيه.
قوله:"وهم متكئون في المسجد" المتكئ في العربية كل من استوى قاعدًا على وطآء متمكنًا، والعامة لا تعرف المتكئ إلا مَنْ مال في قعوده معتمدًا على أحد شقيه، والياء فيه بدل من الواو، وأصله من الوكاء وهو ما يشد به الكيس وغيره، كأنه أوكأ مقعدته وشدها بالقعود على الوطآء الذي تحته.
قوله:"هذى" من الهذيان وهو اختلاط الكلام، يقال: هَذَى في منطقه يَهْذِي وَيهْذُو هَذْوًا وهَذَيَانًا.