لأنه توفي بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة، وكان عمر الشافعي حينئذ إحدى عشرة سنة، وتوفي سفيان بن عيينة بمكة يوم السبت غرة رجب سنة ثمان وتسعين ومائة وكان عمر الشافعي حينئذ ثمانية وأربعين سنة.
ص: قالوا فهذه أم حبيبة قد كانت تفعل هذا في عهد رسول الله - عليه السلام - لأمر النبي - عليه السلام - إياها بالغسل، فكان ذلك عندها على الغسل لكل صلاة.
ش: أي قال هؤلاء القوم المذكورون: فهذه أم حبيبة - رضي الله عنها - قد كانت تغتسل لكل صلاة في زمن رسول الله - عليه السلام - وذلك لأن النبي - عليه السلام - أمرها بالغسل، ففهمت من ذلك الغسل لكل صلاة، وأنها كانت تغتسل لكل صلاة، ولم ينكر عليها النبي - عليه السلام - فعلم أن الفرض على المستحاضة أن تغتسل عند كل صلاة.
ص: وقد قال ذلك علي وابن عباس - رضي الله عنهم - من بعد رسول الله - عليه السلام - وأفتيا بذلك:
حدثنا سليمان بن شعيب، قال: نا الخصيب بن ناصح، قال: أنا همام، عن قتادة، عن أبي حسان، عن سعيد بن جبير:"أن امرأة أتت ابن عباس بكتاب بعد ما ذهب بصرة، فدفعه إلي ابنه فتَرْترَ فيه، فدفعه إليَّ فقرأته، فقال لابنه: ألا هَذْرَمْتَه كما هَذْرمَه الغلام المصري. فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من امرأة من المسلمين، أنها استحيضت فاستفتت عليّا - رضي الله عنه - فأمرها أن تغتسل وتصلي، فقال: اللهم لا أعلم القول إلا قول علي- ثلاث مرات".
قال قتادة: وأخبرني عزرةُ، عن سعيد:"أنه قيل له: إن الكوفة أرض باردة، وإنه يشق علينا الغسل لكل صلاة. فقال: لو شاء الله لابتلاها بما هو أشد منه".
ش: أي وقد قال بوجوب الاغتسال عليها عند كل صلاة: علي بن أبي طالب وعبد الله ابن عباس من بعد رسول الله - عليه السلام - وأفتيا بذلك، ولو لم يعلما بذلك في زمن النبي - عليه السلام - لما كانا أفتيا بعده، ثم بين الطحاوي فتواهما بقوله: حدثنا سليمان بن شعيب .. إلى آخره.