للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال الدارقطني: والأول أشبه بالصواب.

وقال ابن القطان: وهو على ما قال؛ فإن ابن أبي طلحة ثقة، وقد زاد في الإسناد من يتصل به فلا يضره إرسال من قطعه وإن كان ثقة، فكيف وفيه مقال؟! فنرى هذا الحديث صحيح. انتهى كلام ابن القطان.

وما ذكره أبو داود صريح في أنه لا إرسال في رواية معاوية، فإن راشد صرح فيها بالسماع، وراشد قد سمع ممن هو أقدم من المقدام كمعاوية وثوبان، فيحمل على أنه سمعه من المقدام مرةً بلا واسطة، ومرة بواسطة أبي عامر، ومرة بواسطة أبي عائذ.

وكذلك في رواية الطحاوي صرح بسماع راشد عن المقدام حيث قال: حدثني راشد بن سعد أنه سمع المقدام - رضي الله عنه -.

قوله: "من ترك كلًّا" بفتح الكاف وتشديد اللام، وهو العِيال قال تعالى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ} (١).

قوله: "أعقل عنه" أي أؤدي الدية عنه وهو من العقل وهو الدية.

قوله: "ويفك عانه" أي عانيه وهو الأسير فحذفت الياء، وفي رواية "عُنِيَّه" بضم العين، وكسر النون وتشديد الياء، يقال: عَنَا يَعْنو عُنُوًّا وعُنِيًّا، ومعنى الأسر هاهنا: ما يلزمه ويتعلق به بسبب الجنايات التي سبيلها أن تتحملها العاقلة.

قوله: "ويفك عُنُوَّه" بضم العين والنون وتشديد الواو، وقد ذكرنا أنه مصدر من عَنَا يَعْنُو، وكذلك العُنِيّ، والمعنى: ويفك أسره.

واعلم أن هذا الحديث روي عن أبي هريرة أيضًا.


(١) سورة النحل، آية: [٧٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>