للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي فإن كان الأمر في مثل هذا راجعًا إلى تقليد أحد، فتقليد مثل هؤلاء السادات من الصحابة أولى، وإن كان الأمر في ذلك إلى السنة فقد رويت في ذلك أحاديث كثيرة على ما مضى ذكرها في هذا الباب، وإن كان الأمر في ذلك إلى النظر والقياس فوجه النظر أيضًا يشهد لذلك وهو قوله: فإنا قد رأينا العَصَبَة. . . . إلى آخره.

ثم إنه أخرج عن البدريين من ثلاثة عشر وجهًا:

الأول: عن علي بن شيبة بن الصلت، عن يزيد بن هارون الواسطي شيخ أحمد، عن داود بن أبي هند دينار البصري، عن عامر الشعبي، قال: "أتي زياد. . . ." وهو زياد بن حدير الأسدي أبو المغيرة الكوفي.

هذا إسناد صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١): ثنا ابن إدريس، عن داود، عن الشعبي، عن زياد، قال: "إني لأعلم ما صنع عمر - رضي الله عنه -، جعل العمة بمنزلة الأب، والخالة بمنزلة الأم".

وأخرجه البيهقي في "سننه" (٢): من حديث يزيد، نا داود بن أبي هند، عن الشعبي: "أتي زياد في رجل توفي وترك عمته وخالته، فقال: هل تدرون كيف قضى عمر - رضي الله عنه -؟ قالوا: لا، فقال: والله إني لأعلم الناس بقضاء عمر - رضي الله عنه - فيها، جعل العمة بمنزلة الأخ، والخالة بمنزلة الأخت، فأعطى العمة الثلثين، والخالة الثلث".

وقال: ورواه الحسن، وأبو الشعثاء، وبكر بن عبد الله: "أن عمر - رضي الله عنه - جعل للعمة الثلثين، وللخالة الثلث".

وهذه مراسيل، ورواية المدنيين عن عمر أولى.


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (٦/ ٢٤٨ رقم ٣١١١٤).
(٢) "سنن البيهقي الكبرى" (٦/ ٢١٦ رقم ١٢٠٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>