أبو موسى:"مِهَان" بكسر الميم والتخفيف: جمع [ماهِن](١) كصِيَام جمع صائِم، وقِيَام جمع قائِم.
قوله:"راحوا في هيئتهم" أي: في صفتهم التي كانوا عليها، والعرق والغبار والرائحة الكريهة.
قوله:"لو اغتسلتم" جوابه محذوف، أي: لو اغتسلتم لكان زال منكم ما يُكره ويؤذي جاره، أو لكان أحب.
قوله:"ولم يكن لهم كُفاة" بضم الكاف، جمع كافي، كقضاة جمع قاضي، وأراد بهم العبيد والخدم الذين يكفونهم الخدمة والعمل.
قوله:"فكانوا يكون لهم التَّفَل" بفتح التاء المثناة من فوق، وفتح الفاء، وأراد به: الرائحة الكريهة.
قوله:"يكون لهم التفل" جملة في محل النصب على أنها خبر قوله: "فكانوا".
ص: وقد روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ما يدل على أن ذلك لم يقع عِنْدَهُ موقع الفرض.
حدثنا علي بن شيبة، قال: نا يزيد بن هارون، قال: أنا هشام بن حسان، عن محمَّد بن سيرين، عن ابن عباس:"أن عمر ابن الخطاب بينما هو يخطب يوم الجمعة إذ أقبل رجل فدخل المسجد فقال له عمر الآن توضأت، قال: ما زدت حين سمعت الأذان على أن توضأت ثم جئت. فلما دخل أمير المؤمنين ذكَّرته، فقلت: يا أمير المؤمنين أما سمعمت ما قال؟ قال: وما قال؟ قلت: قال: ما زدت على أن توضأت حين سمعت النداء، ثم أقبلت. فقال: أما إنه قد علم أنَّا أمرنا بغير ذلك. قلت: وما هو؟ قال: الغسل، قلت: أنتم أيها المهاجرون الأولون أم الناس جميعًا. قال: لا أدري".
(١) في "الأصل، ك": مهان، وهو تحريف أو سبق قلم من المؤلف وانظر "النهاية في غريب الحديث" (٤/ ٣٧٦) و"لسان العرب": (مهن).