للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إرساء لخطوط صراع جديدة تستجيب لاحتياجات أهداف استراتيجية، الغرض منها تفكيك توازنات الدولة العثمانية (١).

وهذا التحول في السياسة الخارجية الأوربية قد أدى بدوره إلى انقلاب وضعى خطير، تحولت به الدولة العثمانية من خط الهجوم إلى خط الدفاع كما انتقل العالم الأوربى إلى موقع الهجوم. وقد حدثت أثناء الدفاع تحولات كبيرة في الواقع المصرى كان من أهمها:

ولاية محمد على: فعلى أثر تلك الحملة الفرنسية التي استهدفت تقويض أمن البلاد حضرت قوة ألبانية تم تجميعها في إطار الجيش العثمانى لمعاونة الجيش المقاوم، وقد كان في مقدمتها الشاب الألبانى محمد على الذي استطاع في خلال فترة زمنية قصيرة أن يحوز على إعجاب قائده، والذي قام بترقيته إلى أن صار الرجل الثاني في هذه القوة، ولما كان يتمتع به من طموح وقوة وشجاعة ودراية فقد دخل في سلسلة من التحالفات والحروب مع العثمانيين والمماليك.

فقد أظهر محمد على منذ بداية حضوره على مسرح السياسة في مصر قدرة عالية على استيعاب دهادارة الصراع مع كافة القوى التي تحتل خارطة السلطة، مظهرًا بذلك ما يمتلكه من خبرة كبيرة في استخدام أساليب وتقنيات العمل السياسى السلطوى.

ولكن هذه الميزة الأساسية في شخصية محمد على لم تكن كافية في تمكينه من السيطرة على الحكم لولا توفر مقتضيات أساسية ساهمت مساهمة كبيرة في تمكينه من ذلك - بعد مشيئة الله - وقد تمثلت في الكتلة الشعبية التي كان يقودها السيد عمر مكرم، وإليها يعود الفضل - بعد الله - في توفير الشروط الأساسية التي أمنت لمحمد على مصادر القوة السياسية والشرعية التي تمكنه من التغلب على كافة القوى المناوئة له بحلول عام: ١٨٠٨ م (٢).


(١) دولة محمد على والغرب، حسن الضيقة: ١٠٥.
(٢) دولة محمد على: ١٤٢.

<<  <   >  >>