للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأذكر هنا مجموعة من تأويلاته لبعض الصفات، تمثل تطبيقًا لهذه القاعدة:

* المحبة: فسرها بالإثابة، يقول: "فسر المحبة في حق الله بالإثابة، لأن حقيقتها وهى ميل القلب للمحبوب مستحيلة في حق الله تعالى، والإثابة لازمة لذلك" (١)

* الرحمة والرضا: فسرها بإرادة الإنعام أو الإنعام: ارحمنا أي أنعم علينا" (٢)

* الحياء: فسره بالترك، يقول: "الحياء في حق الحوادث تغيير وانكسار يعترى الإنسان من فعل ما يعاب. ولازمه الترك، فأطلق في حق الله وأريد لازمه وهو الترك" (٣)

* المقت والغضب: فسرهما بلازمهما وهو الانتقام. (٤)

ويستمر في هذا المسلك مع كل صفة اعتقد فيها مماثلة للحوادث.

- فصفة العلو لله تعالى التي وردت في كثير من النصوص، يرى أنها من صفات السلوب، والذي تفيده هو ارتفاع رتبة المولى تعالى، فينزه بذلك عن مماثلة المخلوقين، وليست مما يثبت صفة العلو الذاتى لله تعالى على الخلق، كل هذا فرارًا من إثبات الجهة التي يعتقد أنها من الصفات الملازمة للأجسام. (٥)

أما الصفات التي ترجع دلالتها إلى السمع فقط وهى: "الخبرية الذاتية والفعلية" والتى يعتقد فيها مماثلة للحوادث من حيث الاتصاف بالجرمية أو العرضية، فله مسالك عدة في إبطال دلالة النصوص عليها، كلها ترجع إلى التأويل أو التفويض:

وهاك جملة من أقواله فيها:

- الاستواء: يذكر طريق السلف والخلف فيها، حيث علق على تفسير السيوطي:


(١) المرجع السابق.
(٢) المرجع السابق: (١/ ١٢٩). وانظر: شرح المنظومة: ١١٥ - ١٢٥.
(٣) حاشية الجلالين: (١/ ١٦).
(٤) المرجع السابق: (٤/ ٥).
(٥) انظر: المرجع السابق: (١/ ١١٣)، (٢/ ٢٩٢)، (٤/ ٢١٧)، وانظر: شرح المنظومة: ١٢٣.

<<  <   >  >>