للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القيام بعظيم المهام، من استشعار قدرة الله تعالى المعجزة، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في وصف أحدهم: (أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام) (١).

رأي الشيخ الصاوي:

أولًا: عالم الملائكة:

يعرف الصاوي الملائكة من جهة اللغة، فيقول: التاء في ملائكة لتأنيث الجمع، وإذا حذفت امتنع صرفه لصيغة منتهى الجموع، جمع ملك وأصله ملأك، ووزنه فعأل فالهمزة زائدة، ومادته تدل على الملك، والقوة، والسلطنة، وقيل: وزنه مفعل فالميم زائدة، وقيل: هو مقلوب وأصله مألك من الألوكة، وهي الرسالة، قلب قلبًا مكانيًا فصار ملاك، وفى وزنه القولان المتقدمان، وعلى كل فيقال: سقطت الهمزة فصار ملك" (٢).

- أما من جهة الشرع، فيقول في تعريفهم: "الملائكة أجسام نورانية قادرة على التشكلات بالصور الغير الحسية، ولا تحكم عليهم الصورة" (٣).

يوضح الصاوي كيفية الإيمان بالملائكة، فيقول: "يجب الإيمان إجمالًا بجميع الملائكة، وتفصيلًا بمن اشتهر منهم، وهم جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وعزرائيل، ورقيب، وعتيد، ورضوان، ومالك.

وأما منكر، ونكير، فلا يكفر منكرهما؛ لأنه اختلف في أصل سؤال القبر" (٤)

وهذه الشهرة لا تعنى عنده أنهم بمنزلة واحدة، بل الصحيح أن "رؤساءهم أربعة: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وعزرائيل".


(١) أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنة - باب في الجهمية، رقم الحديث: ٤٦٩٤: (٥/ ٢٣٨). وصححه الألباني في صحيح أبي داود، برقم: ٣٩٥٣: (٣/ ٨٩٥)، وفي السلسلة الصحيحة ١٥١.
(٢) حاشية الجلالين: (٤/ ٣٢١)، وشرح المنظومة: ١٤٢.
(٣) حاشية الجوهرة ٤٦، وانظر: شرح المنظومة.
(٤) حاشية الجوهرة: ٤٦.

<<  <   >  >>