للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وزيدت التاء في الجنة لتأنيث الجماعة، سموا بذلك لاجتنانهم: أي استتارهم عن العيون" (١).

وفي الشرع فيرى أنهم: "أجسام نارية هوائية، لها قدرة على التشكلات بالصورة الشريفة والخسيسة، وتحكم عليهم الصورة".

يقول منبهًا "وبهذا ظهر الفرق بينهم وبين الملائكة لأن الملائكة أجسام نورانية لها قدرة على التشكلات بالصور غير الخسيسة ولا تحكم عليهم الصورة" (٢).

ولهذا فإنه يوجه الاستثناء الوارد في قوله تعالى: {فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ} [البقرة: ٣٤] ببيان نوعه، حيث يرجح كونه استثناء منقطعًا، يقول: "وعليه فالجن نوع آخر غير الملائكة، فالجن من نار والملائكة من نور" (٣).

وفي تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ} [الأنعام: ١٠٠]؛ يذكر ما قيل فيها دون ترجيح، يقول: "قيل: المراد بهم الشياطين، وقيل: المراد بهم نوع من الملائكة، كانوا يعبدونهم؛ لاعتقادهم أنهم بنات الله" (٤)

أما عن علاقة الشياطين بالجن؛ فيذكر ما قيل فيها من آراء عند تعريفه إبليس، يقول: "إبليس هو أبو الجن وهذا أحد قولين، وقيل: هو أبو الشياطين: فرقة من الجن لم يؤمن منهم أحد، والجان هو أبو الجن، وعلى هذا تكون الأصول ثلاثة: آدم وهو أبو البشر، وإبليس وهو أبو الشياطين، والجان وهو أبو الجن" (٥)

وفي موضع آخر، يشير إلى هذه الأقوال مع الترجيح، يقول: "اختلف في الجن: فقيل: هم ذرية إبليس، غير أن المتمرد منهم يسمى شيطانًا، كما أن الإنس أولاد آدم، وقيل: إن الجن ولد الجان، والشياطين ولد إبليس، يموتون مع إبليس عند النفخة. والراجح الأول" (٦)


(١) حاشية الجلالين: (٤/ ٣٥١).
(٢) المرجع السابق: (٤/ ٢٤٠)، (٢/ ٣٣).
(٣) حاشية الجلالين: (٣/ ١٦).
(٤) حاشية الجلالين: (٢/ ٣٣).
(٥) المرجع السابق: (٢/ ٢٧٥).
(٦) المرجع السابق: (٤/ ٢٤٠).

<<  <   >  >>