للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثامنًا: البكداشية: وهذه طريقة انتشرت بين الأتراك العثمانيين، ولا تزال منتشرة في ألبانيا، وهى أقرب إلى التصوف الشيعى منها إلى التصوف السنى.

تاسعًا: الخلوتية: - وهى الطريقة التي ينتمى إليه الصاوى - نسبة إلى شيخها محمد الخلوتى، حيث اشتهرت الطريقة بهذا الاسم بعده، وهى طريقة تركية ازدهرت بمصر إبان القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجرى، وقد انتشرت في مصر على يد الشيخ مصطفى كمال الدين البكرى المتوفى سنة: ١١٦٢

واشتهرت الطريقة قبل الشيخ محمد الخلوتى بأسماء شتى مثل الزاهدية، نسبة إلى الشيخ إبراهيم الزاهد الكيلانى، والأبهرية نسبة إلى الشيخ قطب الدين الأبهرى، والسهروردية نسبة إلى الشيخ أبي النجيب السهروردى، فالطريقة إذن قديمة قدم رجالها عبر العصور المختلفة، ومما تجدر الإشارة إليه أن الخلوة من لوازم هذه الطريقة، وهى الخلوة السرية للمنفرد بالله في الذكر بمكان طاهر، والأفضل أن يكون مسجد الجامعة، وأن ينوى الفرد الاعتكاف والصوم، والأولى أن يتجرد عن كثرة الأكل والشرب.

وللطريقة الخلوتية مقدم يساعد شيخها في إقامة الأذكار وتسليك المريدين.

أما عن آداب الطريقة الخلوتية فلم تكن بمغايرة لما اشتهر من الطرق الأخرى الصوفية، وكانت في معظمها شكلية تتعلق بمجاهدة النفس، وقهر الجسد، وتحديد نوع من الطعام وكمية ماء الشرب، ثم الانقطاع عن الأهل والولد والزوجة وسائر الناس، وكانت لهم طريقة في الأذكار يرددون في خلوتهم كلمة لا إله إلا الله آلاف المرات، فلا تخرج تلك العبارة بعد كثرة الترديد إلا على شكل: هو هو هو، وينشدون كلام السادة الصوفية، ويرددون ذلك سويًا في مجالسهم، ويكثرون من الاستغفار والتسبيح والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وكانت لهم عادت مميزة في الخلوة، فلا تزيد خلوة الجماعة على ثلاثة أيام، أما الفرد الواحد فيخلو لنفسه حسبما شاء من ثلاثة أو سبعة أو خمسة عشر أو ثلاثين يومًا أو سبعين يومًا في العام، أو العمر كله، وهى الخلوة الكلية بالسر المطلق،

<<  <   >  >>