للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خويلد) (١) " فإن الحافظ ابن حجر يورد اعتراضًا يمنع الاستدلال به في حق من رأى نبوة النساء اعتمادًا عليه، حاصله أنه قد يراد بالكمال كمال غير الأنبياء، يقول "فلا يتم الدليل على ذلك لأجل ذلك".

"وقد ذكر النووي في الأذكار عن إمام الحرمين أنه نقل الإجماع على أن مريم ليست نبية، ونسبه في شرح المهذب لجماعة، وجاء عن الحسن البصري ليس في النساء نبية ولا في الجن" (٢)

ولكل ما تقدم؛ فإن شيخ الإسلام - رحمه الله - يرى شدة ضعف هذا القول حتى نعته بالشذوذ. (٣)

ويكون الصاوي في هذه المسألة قد وافق القول المعتمد، كما ذكر.

* * *

وكان ما ذهب إليه من أن النبوة محض اصطفاء من الله هو المعتمد عند سلف الأمة، خلافًا لمن ادعى غير ذلك من الفلاسفة وغيرهم، يقول الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: "النبوة نعمة يمن الله بها على من يشاء، ولا يبلغها أحد بعلمه ولا كشفه، ولا يستحقها باستعداد ولايته، ومعناها الحقيقى شرعًا: من حصلت له النبوة. وليست راجعة إلى جسم النبي ولا إلى عرض من أعراضه، بل ولا إلى علمه يكون نبيًا، بل المرجع إلى إعلام الله له بأني نبأتك، أو جعلتك نبيًا". (٤)

وهذا الاصطفاء إنما يتأتى وفق حكمة الله تعالى وعلمه بخلقه.

يقول شيخ الإسلام في بيان هذا الأصل عند أهل السنة: "وإذا عرفت حكمة


(١) أخرجه البخاري في: كتاب فضائل الصحابة - باب فضل عائشة - رضي الله عنها - رقم الحديث: ٣٧٦٩، ومسلم في فضائل الصحابة.
(٢) فتح الباري: (٦/ ٤٧٠).
(٣) انظر: الفتاوى: (٤/ ٣٩٦).
(٤) فتح الباري: (٦/ ٣٦١).

<<  <   >  >>